انتصار برشلونة على توتنهام جاء بسهولة بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي احتضنه ملعب ويمبلي، مساء أمس الأربعاء، ضمن مباريات الجولة الثانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا.
شهدت هذه المباراة عودة برشلونة لخطة 2/4/4 والتي يبدو أن إرنستو فالفيردي قد يستقر عليها مُجدداً بعد نهجه لخطة 3/3/4 في الفترة الماضية، والتي كانت وراء التعثرات الأخيرة في الدوري الإسباني.. فالفيردي اختار العودة إلى رسمه المفضل والنتيجة كانت من دون مفاجآت: سرعة افتكاك للكرة في خط المنتصف، وإغلاق المساحات بين الخطوط، وذلك رغم استمرار ظهور بعض الشوائب الدفاعية والتي كانت فردية أكثر مما هي جماعية.
وكانت أبرز نقطة أحب التطرق لها، هي نجاعة الضغط المتقدم الذي فرضه برشلونة في هذه المباراة، والذي مكّنه من افتكاك كرات كثيرة في وسط الملعب.. الفريق الكتالوني لم يقم بعمل خارق للعادة في الضغط على توتنهام، لكن هذا الأخير كان مصراً على التدرج بالكرة من مناطقه، ما كان يُعطي أكثر من فرصة لرجال فالفيردي من أجل افتكاك الكرة، خاصة وأن جميع اللاعبين كانوا يتحلون بخصلة مهمة جداً وهي الروح الجماعية.. ويكفي أن نرى ميسي يعود مراراً وتكراراً للدفاع لمساعدة زملائه في افتكاك الكرات، حتى تعرفوا عما أتحدث.
وعلى الرغم من الحظ العاثر لميسي إلا أن الحظ العاثر لازمه في بعض فترات اللقاء.. البولجا جعل خط وسط توتنهام يبدو وكأنه غائب تماماً، فكان يجعل نقل الكرة بين الخطوط مهمة سهلة جداً، كما أنه تفوق في جل مواجهاته الثنائية في الثلث الأخير من الملعب، ناهيك عن أدوراه التكتيكية التي لم تُخفَ على أحد، وما قتاليته على كل كرة مشتركة مع مدافعي الخصم إلا غيض من فيض.
أيضا فعلى الرغم من أن معدل لويس سواريز في تسجيل الأهداف قد تراجع قليلاً في الفترة الأخيرة، لكن تأثيره في هذه المباراة على أداء الفريق كان جلياً وبارزاً ولا يخفى على ذي بصيرة.. المهاجم الأوروجوياني مهم جداً بفضل تحركاته التي تفتح آفاقاً هجومية كبيرة أمام باقي زملائه.. وإن كان مُعدله التهديفي قد تراجع، فإن المساحات التي يفتحها (أتحدث عن سواريز وليس كريم بنزيما بطبيعة الحال) للقادمين من الخلف مهمة جداً، ولكم في هدفين ميسي أبرز مثال وخير دليل.
اما آرثر ميلو كان مميزاً بدوره في هذه الموقعة، فاللاعب يتبع أسلوب السهل الممتنع، ويمتلك رؤية ممتازة للملعب.. التمريرات التي خرجت من قدمي نجم السامبا اليوم تدل تماماً على أنه فعلاً قادر على المُشاركة في صناعة اللعب، والتحكم في ريتم المباريات وتسريع النسق أو تخفيضه بالشكل الذي يخدم مصالح برشلونة.. والسؤال الآن، هل نحن أمام “تشافي” جديد؟! لا أعتقد أن ما شاهدناه مساء أمس كافٍ للحُكم، لكن يجب على فالفيردي أن يُعطي للبرازيلي فرصة أكبر في قادم المواعيد حتى يتبين صالحه من طالحه.