قالت رئيس اللجنة النرويجية المانحة لجائزة (نوبل للسلام) بيريت رايس أندرسون، إن الحائزين على جائزة نوبل للسلام لهذا العام حققا إسهاما مهما في تركيز الاهتمام على مكافحة جرائم الحرب، وإعطاء رؤية أفضل بشأن العنف الجنسي الذي يحدث خلاله.
وأضافت أندرسون - في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة - إن الحائزين على الجائزة وهما دينيس موكويجي الطبيب الكونغولي الذي كرس حياته للدفاع عن الضحايا، ونادية مراد الشاهدة التي روت الانتهاكات التي حدثت بحقها وحق أخريات، ساعد كل منهما، بطريقته الخاصة، لإعطاء رؤية أكبر بشأن العنف الجنسي الذي يحدث خلال فترة الحرب ومن ثم يمكن محاسبة المعتدين على أفعالهم.
وتابعت أن موكويجي أمضى جزءا كبيرا من حياته يساعد ضحايا العنف الجسدي في الكونغو الديمقراطية، فعالج الطبيب بمساعدة فريقه آلاف المرضى الذين وقعوا ضحايا لمثل هذه الاعتداءات، وأغلب الانتهاكات تم ارتكابها خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ فترة طويلة التي راح ضحيتها أكثر 6 ملايين كونغولي.
وأشارت إلى أن مبدأ موكويجي الأساسي هو أن تحقيق العدالة شأن يخص جميع الأفراد، كما أن موكويجي انتقد مرارا الحكومة الكونغولية وحكومات دول أخرى لعدم فعل ما يكفي لوقف استخدام العنف الجنسي ضد النساء.
وتابعت قائلة : "إن نادية مراد هي ضحية لجرائم الحرب، رفضت أن تتقبل بالأعراف الاجتماعية التي تتطلب من المرأة أن تظل صامتة وتشعر بالخزي إزاء الانتهاكات التي ارتكبت بحقها، مظهرة شجاعة غير معهودة في قص معاناتها والتحدث نيابة عن الضحايا الأخريات.
وأشارت إلى أن نادية مراد هي عضوة بالأقلية الإيزيدية في شمال العراق، حيث شن تنظيم داعش الإرهابي هجوما وحشيا منظما على قرى المنطقة بهدف إبادة الإيزيديين، وفي قرية نادية، تم ذبح المئات وخطف الكثير من النساء بينهن فتيات تم احتجازهن لممارسة الجنس.
ولفتت إلى أن نادية مراد هي واحدة من نحو 3 آلاف امرأة وفتاة إيزيدية وقعن ضحايا للاغتصاب وانتهاكات أخرى على يد تنظيم داعش الإرهابي، مضيفة أن تلك الانتهاكات كانت منظمة وهي جزء من استراتيجية عسكرية، وبعد ثلاثة أشهر تمكنت من الهرب، وفضلت أن تتحدث عما عانت منه، وفي عام 2016، تم تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة للأمم المتحدة من أجل كرامة الناجين من الاتجار بالبشر.