زراعة اللوف في خطر.. غلاء الأسعار يؤثر عليها.. وارتفاع تكاليف النقل ينذر بكسادها (صور)

اهل مصر
كتب : سارة صقر

كل حرفة لها صعوباتها التي يتحملها أهلها، ليس فقط لكسب لقمة العيش، وإنما لإستمرار الحرفة، وربما يعود الفضل لأرباب الحرف المختلفة الإحتفاظ بحرفهم، في الوقت الذي تخلى الكثير من أصحاب الحرف عن تقاليد أبائهم وأجدادهم، والبحث عن طرق جديدة لكسب العيش، مما أدى إلى إندثار هذه الحرف وأفقد البلد الكثير منها .

"صناعة اللوف" في مصر ليست مجرد صناعة قائمة على منتج مزروع يتم حصاده وبيعه مباشرة في الأسواق، فمراحل صناعة اللوف المصري تدل على وجود أيادي حرفيين مصريين بذلوا مجهودًا كبيرًا لخروج هذا المنتج بشكل احترافي . 

"محمود أبو دافع " واحد من أرباب صناعة اللوف في مصر، ولد وتربى بين مزارع اللوف، وورش صناعتها، يخرج يوميًا من بيته في الصباح الباكر ذاهبا إلى مزرعته لمتابعة محصول اللوف، ثم يتجه إلى ورشته الصغيرة التي لا تتخطى عدة أمتار لصناعة اللوف، فيقول محمود : "إحنا كبرنا لاقينا أهلينا وأجدادنا يعملون بصناعة اللوف، ده كارنا اللي ما نعرفش غيره" .

صعوبات كثيرة يواجهها محمود أبو دافع، صاحب الـ32 عاما، خلال مراحل صناعة اللوف، مثل جميع العاملين في الصناعة، فيقول الشاب الثلاثيني: " أنهم يقومون بحصاد نبات اللوف من مزارعهم بشكله المعتاد "الكوز الأخضر"، على حد تعبيره، ثم يقوم بوضعه في مكان جاف وبعده بيوم أو يومين، يقومون بإزالة القشرة الخضراء أو الغلاف الذي يشبه غلاف "كوز الذرة، بآلات حادة مثل القطر، حيث أن هذه القشرة تكون سميكة .

ويتابع أبو دافع حديثه لـ"أهل مصر"، بعد إزالة القشرة الخضراء يقوم بعملية نقع اللوف في ماء لمدة ما بين ثلاث إلى خمس أيام، يقوم بعده بإستخراجه من الماء وغسله مرة أخرى بماء نظيف، وبعدها يتم تجفيف اللوف في مناطق مشمسة، حتى يجف تماما.

ويستكمل محمود أبو دافع حديثه: الصعوبة الحقيقية في صناعة اللوف تكمن في أهم وأخطر مرحلة، وهي مرحلة "تبييض اللوفة"، حيث أن "اللوفة" بعد مرورها بالمراحل السابقة التي ذكرها يكون لونها أصفر، فيقوم أصحاب الورشة بنقع اللوف في مادة كاوية يتم استيرادها من الخارج، خاصة دولة أوكرانيا.

ويستطرد الشاب الثلاثيني، أن خطورة هذه المادة الكاوية التي تسمى "أكسجين"، هي مادة تحرق اليدين فهى تشبه إلى حد كبير "المياه الكبريتية"، ويتم تخفيفها بالماء حتى تقل فاعليتها، موضحًا أن أهمية استخدام هذه المادة الكاوية في أنها تقوم بتغيير لون اللوفة من الأصفر إلى لونه الأبيض المعروف .

مشاكل كثيرة يواجهها محمود خلال نقل وبيع منتجه الذي بذل فيه مجهودًا كبيرًا، نظرًا لارتفاع أسعار سبيارات النقل، بالإضافة لتكاليف الزراعة والصناعة من جلب بذور لزراعتها واستخدام مواد خام للصناعة بالإضافة إلى حجم الإستهلاك الكهربائي لماكينات الصناعة، يقف الشاب الثلاثيني مكتوف الأيدي، ليجد أمامه خيارين إما رفع سعر المنتج أو التخلي عن حرفته، التي ورثها عن أجداده، إلا أنه يصر على استكمال مشوار صناعة اللوف رغم كل هذه الصعوبات ليتحمل الكثير من الأعباء على كاهله ربما تهدد بعزوفه عن مهنته .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً