البطل أبو علامة: أسرت عساف ياجوري.. ووعدوني بتعيين ابني (فيديو)

أبو علامة

لم تخذله ذاكرته رغم مرور 45 عامًا على ذكرى الحرب التي خاضها، فيصفها كأنها حدثت البارحة، شاخصًا ببصره إلى السماء، يتذكر الأيام التي فقد فيها رفاقًا عاشوا معه 7 سنوات فترة التحاقه بالجيش.

فقد أعلنت الجبهة المصرية توزيع أحمد أبو علامة حسين على الفرقة 16 مشاة في اللواء 112 الكتيبة 336، بمنطقة الدفرسوار؛ ليرى بعينيه العلم الإسرائيلي مرفعوًا أمامهم.

ولم يتوقف الكيان الصهيوني يومًا عن استفزاز الجنود المصريين.. يروي أبو علامة أنهم كانوا ينادونهم بـ“شالوم يا مصري"، أو يبول أحدهم في القناة وسط سخرية واضحة من الجنود المصريين.

في تلك الفترة كان الجيش المصري على أشده من ناحية التجهيز لخطة حرب وضعها الفريق سعد الدين الشاذلي، والتي كانت تدور حول عبور القناة، والتمركز على بعد 10 أو 12 كيلو مترًا شرق القناة، وهو الأمر الذي جعل جميع جنود مصر يدخلون في مشاريع حرب في أماكن مختلفة من الترع المشابهة للقناة، وحينها كان أبو علامة يتدرب ضمن مشروع حرب في ترعة البعالوة بالإسماعيلية.

أغلقنا خط أنابيب النابالم بالقناة

يؤكد أبو علامة أنه في يوم الخامس من أكتوبر تم استدعاؤه هو و17 جنديًّا من كتيبته؛ ليتعرفوا على ثلاثة ضباط لم يروهم من قبل، وكانت مهمتهم أن يقوموا بعبور القناة في الساعة الواحدة والنصف ليلاً، ليصلوا إلى خط غاز في الضفة الشرقية للقناة، كانت إسرائيل قد جهزته لوأد أية محاولة مصرية للعبور، وبصحبتهم صندوق به 12 حمامة بيضاء، فيقول "وصلنا إلى الضفة الشرقية، ثم زحفنا على صحراء سيناء، حتى استطعنا الوصول إلى المكان المحدد في الساعة الثالثة فجرًا؛ لنأسر بعدها الضابط المكلف بالمكان، حيث كانت ليلة عيد الغفران، وهو ما جعل المكان شبه هادئ، وقام أحد ضباطنا بالرد عبر اللاسلكي الخاص بإسرائيل؛ لإبلاغهم بأن كل شيء كما يرام؛ لأنه كان يجيد العبرية، وقمنا بإغلاق البلف الخاص بخط أنابيب النابالم، ثم أرسلنا الحمام ليطير في الهواء في الساعة 12 ظهرًا، ليعود إلى منازله بالإسماعيلية، وهو ما كان يشير إلى نجاحنا في خطتنا، وفي حدود الثانية ظهرًا بدأت المروحيات المصرية قصف أماكن قريبة من الثكنة الخاصة به وبرفاقه.

يضيف: ظللنا في الخندق حتى الساعة السابعة من صباح يوم 7 أكتوبر؛ لنتوجه بعدها إلى كتائبنا في الجيش المصري، ولكن الجنود المصريين قاموا بإطلاق النيران علينا؛ مما أسفر عن مقتل ثمانية عساكر وأحد الضباط، ولكن الله اختارني لأكون حيًّا.

القبض على عساف ياجوري

يروي أبو علامة كيف تم أسر عساف ياجوري، يقول: بعد قتال مرير مع تلك المجموعة، تم ضرب دبابات هذا اللواء؛ مما عطلها، فتوقفوا ظنًّا منهم أن إسرائيل سترسل طائرات هليكوبتر لانتشالهم، ولكن لم تأتِ أي طائرات، فتحركنا للقبض عليهم، وكانوا مجموعة صغيرة من فردين أو أربعة، فقام أحدهم بإطلاق النار نحونا، ولكن أحد الجنود الذين كانوا معي واسمه حسن عبد القادر من قفط أطلق النار عليهم؛ مما أردى أحدهم قتيلاً، ففوجئنا بآخرهم يرفع علامة الاستسلام، فأسرناه، وبعدها علمت أنه عساف ياجوري.

أبطال الحرب يعانون الانهيار

يسرد أبو علامة مأساته بعد الحرب، والتي يؤكد فيها أنه لم يتم تعيينه في أي وظيفة مدنية بعد الحرب، ورغم أنه خرج من المولد بلا حمص - حسب تعبيره - إلا أنه متمسك بالوطن مصر، وأنها دائمًا في دمه وعروقه، وأردف: طالبت بتعيين ابني الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية في إحدى وظائف الدولة، ولكن محافظة الأقصر قامت بالرد عليَّ بأنهم سيقومون بتعيينه عامل نظافة في مشروع تشغيل الشباب التابع للصندوق الاجتماعي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً