بعد مرور 45 عاما على انتصارات اكتوبر المجيدة ما زلت تلك لذكريات محفورة فى عقول وقلوب من عاصروها بل كانوا جزءا من تلك السطورة العسكرية التى ضربت اروع الامثلة على شجاعة وبطولة الجيش المصرى فى حرب التحرير عام 73 بل انهم ما زالوا يحفظون الجميل لكل من شاركهم تلك المعركة الحاسمة فى تاريخ مصر
هل مصر التقت اثنين من ابطال حرب اكتوبر من محافظة المنيا الاول لرفيب عبد الرحمن صادق الذى عاش ملحمة كبريت بكل مرارتها واستشخد من اجل ان يعيش هو حين كان مصاب واحد من اعز القيادات العسكرية الشهيد المقدم ابراهيم عبد التواب
والبطل لثانى سيد عبد لغنى ابن المحافظة ذاتها لذى ظل أكثر من 7 سنوات على أرض سيناء ينتقل من مكان لأخر من أجل أن يحقق لنصر لبده ووطنه ويرد كرامة لشعب المصرى بعد نكسة 67.
قال عبد الرحمن صادق الذى التحق بالجيش فى 30 سبتمبر عام 70 وظل بها حتى خرج فى مايو 74 عاش ملحمة كبريت ومعركة لثغرة بمنطقة كسفريت حين كن جنديا بسلاح الصاعقة يحكى الرقيب عبد الرحمن انه فى يوم 19 اكتوبر 73 جاءتهم الأوامر أن يتقدموا لفتح الثغرة بمنطقة الإسماعيلية وسط لقناة وحين اشتد لقتال عليهم تقدموا ناحية الشرق قال ليلة 20 اكتوبر كنا نقوم بعملية عسكرية فى عمق سيناء من ناحية لجنوب ونحقق نصرا كل ليلة ولكن مع اول ضوء منذ بداية المعركة كانت الدبابات الاسرئيلية تاتى نهارا وتحاول ان تسيطر علينا بالمنطقة حتى منطقة عتاقة وفى يوم 20 كتوبر حين كانتىملحمة كبريت ومنطقة لثغرة فوجئنا بقول إسرائيلى يأتى علينا من ناحية الشمال والطائرات الاسرائلية تضربنا من كل ناحية لكن مع حرصنا الشديد لمحنا اول سيارؤة جيب كان يستقلها اريل شارون مع انه رئيس الأركان الإسرائيلى وليس من حقه ان يدخل المعركة معنا لانه قائد كبير وفجرنا سيارة شارون مع عدد كبير من الدبابات واستطعنا ان نقضى على لقول الاسرائيلى باكمله وناسر اريل شارون ومن معه من الضباط.
وأكمل عبد لرحمن أنه حال رجوعنا للخلف مع الجنود الاسرى ومنهم شارون فوجئنا بوابل من لطيران الاسرائيلى يضرب من فوق ومن كل ناحية وصيبت بشطيه كبيرة فى راسى وما ان لمحنى المقدم ابراهيم عبد التواب وكان قائد للفرقة أسرع اليا لينقذنى من الموت وما ان حملنى وجرنى مع لرائد مصطفى عبد الفتاح مبارك ابن عم الرئيس لاسبق حسنى مبارك وحملونى الى لفصيلة اذا بنيران العدو تنطلق علينا من كل ناحية واستشهد المقدم ابراهيم عبد لتواب فى تلك اللحظة الا ان مصطفى عبد لفتاح مبارك تقدم باريل شارون ومعه مجموعة من الجنود لترحيلة لى لقيادة غرب القناة قتنقض القوات الاسرائلية وتحاصرنا بمنطقة كسفريت وتحرر اريل شارون ومن معه من الأسرى الاسرائيليين بل تاسر كل الجنود المصريين وتقبض على المصابين وشاء القدر أن أنجو من الأسر لأن المركب الذى كان يقلنا لم يسع لاعداد لمصابين ولأسرى إلى ناحية غرب القناة وانتظرت مع بعض زملائى داخل مدرسة ضمن المصابين حتى تم نقلى إلى مستشفى المعادى العسكرى الخطورة الإصابة.
ويختتم الرقيب عبد لرحمن صادق حال تواجده بالمستشفى بعد ان اجرى عملية نزع لشطية من راسه بطول 5 سم كانت جيهان السادات حسب كلانه تزور لمصبين يوميا بالمستشفيات العسكرية بالقاهرة وكلما تزورنا تنادى علينا قائلة انتم شرفتم مصر يا ابطال ولا انسى لفنانة الراحلة عزيزة حلمى كانت تساعد المصابين وتخفف عنهم الالام فكانت تجلس بجوارى وتقدم لى الطعام لمدة 3 ايام حتى شفيت من العملية
أما سيد عبد الغنى البطل الثانى فى ملحمة الجيش لثالث الميدانى قال كنت تحت لواء العقيد يوسف صبرى ابو طلب فى سلاح مدفعية الميدان وكانت المعركة عنيفة واثناء منطقة الثغرة توجهنا إلى منطقة كسفريت وكبريت ومنطقة الاسماعيلية عن طريق مدق صغير بعد أن تقدمت قوات لعدو غرب القنال لمساعدة المقدم حسين طنطاوى وزير الدفاع الاسبق واستطعنا أن نفتح الثغرة بعد أن قامت قوات لعدو شرق القناة بابادة اكثر من 120 ألف طن من الذخيرة فى منطقة الحصار بالثغرة بعد أن قام لعدو بالتشويش على اشارة الرادار ولم نستطيع تحديد أعداد الطائرات القادمة لمنطقة لثغرة.
ويكمل سيد عبد الغنى حديثه قبل ايام من حادث الثغرة تخيل اننا انه مع يوم 15 اكتوبر اننا ننهى الحرب عند الكيلو 15 فقط وكن معى اخى بسلاح الصاعقة فى منطقة غرب القناة وللاسف تركنا بعض الاجهزة الحديثة والمعدات التى تساعدنا على اختراق مكان لعدو لكن مع الاسف الشديد فى حادث الثغرة اربكت قوانا ولم نستطيع التقدم خاصة اننى شاهدت اخى عربى قد استشهد فى تلك المعركة مع انه كان يحارب بالقب منى على بعد عدة كيلو مترات ولكن ارادة له ونصره استطعنا ان نتقدم مرة اخرى مع العلم ان امدادات السلاح والغذاء قد نقطعت عنا لعدة ايام لكن استطعنا أن نتوجه إلى جبل الحلال واقتربت قواتنا من العدو بتلك المنطقة واستطعنا أن نقضى على كافة القوات المعادية.
ويتذكر سيد عبد الغنى بطولات اكتوبر ان طائرات لعدو حاولت ان تضرب مطار القطامية بمدينة السويس بالقرب من العين السخنة لكن الفرقة التى كانت معنا استطاعت أن تتصدى لطائرات لعدو على الرغم ان القتل كان عنيفا واستشهد لعشرات منا لكننا سمعنا اللواء فؤاد عزيز غالى احد القواد معنا يقول ضحوا يا ابطال مهما كلفتنا تلك لمعركة لن نستسلم ولن نرجع للوراء لان مصر مش هتنكسر تانى زى 67
هكذا عاش أبطال حرب أكتوبر الأحياء بذاكرتهم وشهادتهم على معركة لعبور العظيمة بجلاوتها ومرارتها إلا أنهم ما زالت اكتوبر تعيش بينهم وفيهم رغم مرور 45 عاما على انتصارات مصر لعظيمة مرددين تحيا مصر حرة ابية مهما كاد لها الكائدون.