يوم سيظل خالدًا ليوم القيامة.. ذكريات لا تفارق عقول أبطال الحرب وأسرهم والمصريين عامة، ولا يزال تراب سيناء يرتوي بدماء الشهداء، ولا تزال الجبال تشهد على قوة وعبقرية الجيش المصري، وتتذكر حبات الرمال أحاديثهم وغناءهم وانتصاراتهم.. إنه يوم السادس من أكتوبر.
"أهل مصر" التقت أحمد عيسى الوقدي، ابن منشأة هويدي التابعة لمركز إبشواي بمحافظة الفيوم، وأحد أبطال حرب أكتوبر، الذي يروي قصص حرب أكتوبر يوميًّا لأحفاده وأبنائه وجيرانه وكل من يجلس معه، قائلًا إنه التحق بالجيش يوم 25 أغسطس 1965 في منطقة حلمية الزيتون، وتم إرساله إلى العريش، حيث بدأ في زرع الألغام على الخط الفاصل بين الجيشين المصري والإسرائيلي (خط البوليس الدولي)، وظل يفعل ذلك حتى 5 يونيو 1967، وعاد إلى القاهرة بعد ذلك.
وأشار إلى أنه تم نقله إلى منطقة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية في 20 يوليو 1969، وحدث اشتباك بينهم وبين العدو، وأُصيب في عينه، وتم استئصالها، وشهد حفر الجيش الإسرائيلي لخط بارليف عن طريق إحضار جرافات، وتبعها حفر عميق، وبدءوا في وضع شباك اسمها "غطا راس"، وبعدها وضع شكاير ورمالاً ،وكانت هناك قضبان حديد تم توصيلها من القاهرة إلى سيناء، اقتلعها العدو، ووضعها على خط بارليف؛ لتدعيمه؛ لكي يصعب تفجيره وإزالته، ثم انتقل هو للعمل بفرقة الاستطلاع بعد تدريبه في فرقة الإشارة، وأبلغ قوات الجيش التي كلفته بمتابعة الموقف.
والتقط أنفاسه، ثم رجع برأسه إلى الخلف، مستندًا على الحائط، وقال: كنت أتابع كل حاجة، وأرصد كل حاجة، الطيارات وهي تغادر المدرجات، وقصف المباني الإسرائيلية، ومئات الجنود واقفين بيكبروا، والنيران وضرب الطيارات وسقوط الشهاء، لحد ما عبر الجنود، وحطموا خط بارليف اللي كان بيتباهى بيه العدو، حتى انتصرنا في الحرب، ورأيت الجميع يُهلل ويُكبر، وبدأنا نبحث عن الشهداء، ونقوم بتجميع جثامينهم.
وختم حديثه بأن حرب أكتوبر كانت ملحمة عظيمة، لن تُنسى أبدًا، وسيظل يتذكر تفاصيلها ولحظاتها حتى وفاته، مؤكدًا أنّه فخور بأنه حضر الحرب وشارك فيها، ودائمًا ما يشعر بأنه بطل عظيم، ولا يمل من رواية وقص ما حدث في عام النكسة وحرب الاستنزاف، وأخيرًا حرب أكتوبر؛ ليغرس في أبنائه حب الوطن والحفاظ عليه والتضحية بحياتهم من أجله.