رغم بساطة الحال الذي يغزو تفاصيلها، إلا أنها وسط قاعة المحكمة نادت: "مش عاوزة أربي عيالي بالحرام"، بعدما اكتشفت حقيقة الزوج الثاني، وتقرر رفع دعوى خلع ضده أمام محكمة الزنانيري، آملة التخلص من سجنه، وإبعاد أبنائها عن يده الإجرامية.
داخل أرجاء محكمة الأسرة تقف "سلوى" التي لم يتجاوز عمرها السابعة والثلاثين، ربة المنزل تزوجت في سن صغير من زوجها الأول "عماد" الكهربائي الذي توفته المنية في عمر صغير، ليترك خلفه سيدة و٣ أبناء، في مفترق الطرق حاملين عبء الوحدة التي شعروا بها بعدما فقدوا السند الوحيد.
لم يكن لسلوى أي قريب أو صديق غير معارف المنطقة الجديدة التي قطنتها عقب زواجها، لم يكن لزوجها غير شقيقين في إحدى قرى الصعيد، لذا بعد عام ونصف تراكمت المشاكل فوق أكتافها ولم يكن لها اختيار غير الزواج وأكبر أبنائها لم يتجاوز سن الحادية عشر، ولكن كان للقدر كلمته الأخيرة، وتقع الزوجة وأطفالها في مصيدة "المعلم حامد".
هذا الرجل صاحب الـ٤٥ عاما، تاجر فاكهة، أراد أن يمتلك تلك الزوجة لتتصدر قائمة زيجاته، وتقدم لها أكثر من مرة بعدما علم بموت زوجها، وترفضه، ولكن لحسن جمال الزوجة لم يمل "المعلم حامد" من محاولات التقدم للزواج منها، وبمرور الأيام تسوء أحوال تلك الأسرة، وتوافق على "طلب المعلم" وتتم الزيجة.
٦ أعوام عاشتها الزوجة وأطفالها في هم وغم بسبب تصرفات الزوج الثاني الإجرامية، ما بين البلطجة والاتجار بالمواد المخدرة، حتى اكتشفت الزوجة الحقيقة المرة، وماذا فعل زوج الأم في أطفالها الثلاثة، وتبدأ المشكلات التي كانت بداية اتخاذ قرار التخلص من شيطان الأنس الذي كاد أن ينهي حياة أطفالها بعدما دلهم على طريق الشر.
تقول الزوجة: "من حوالي سنه بدأت المشكلة بعدما لاحظت على ابني الكبير أنه مبيروحش المدرسة، وبيرجع متأخر البيت، وكل مكنت بكلمه وأعاتبه على اللي بيعمله، ألاقي حامد جوزي بيمنعني وفي مرة من المرات ضربني علشان ضربت ابني لما رجع وش الفجر".
وأضافت: "في أيام شوفت زوجي وهو بيحط حاجة في شنطة ابني الوسطاني، مكنتش متخيلة أنه ممكن يفكر يعمل كده، روحت فتحت الشنطة لقيت فيها كيس مخدرات حشيش ولما واجهته بالموضوع، تعدى عليا بالضرب وقالي أمال أنتي عاوزة عيالك تتربي أزاى، مش لازم يشتغلوا علشان يصرفوا على نفسهم وعليكي".
بدموع الحسرة والندم على زواجها من هذا الشيطان الذي لم يحترم براءة الأطفال أكملت الزوجة قائلة: "اترجيته انه يبعد عن عيالي وبعد فتره عمل اللي عمله تاني، ولما طلبت منه الطلاق رفض وتعدى عليا بالضرب، فقررت أرفع دعوى خلع عليه علشان اتخلص من أفعاله ويبعد عن عيالي ".
نقلا عن العدد الورقي.