ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن البنوك الإيرانية بدأت بتطبيق العقوبات المصرفية على الأفراد والكيانات التي تشملها العقوبات الأميركية.
ونشرت وكالة "فارس" وثيقة تظهر صدور تعليمات للبنوك بعدم التعامل مع الأفراد والكيانات التي شملتها قائمة عقوبات الأمم المتحدة وأوروبا وأميركا وخاصة وزارة الخزانة الأميركية.
وجاء في الوثيقة أن الدائرة العامة لمكافحة غسيل الأموال، وبموجب إعلان البنك المركزي الإيراني لفروعه وكافة الدوائر المرتبطة، تطلب تقديم استفسار حول الأشخاص والكيانات الخاضعة للعقوبات، قبل تقديم أية خدمات لهم.
واعتبرت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري أن "تطبيق هذه العقوبات على الكيانات المحلية والدوائر الداخلية يعني تجاوز الخطوط الحمراء للنظام والخضوع للعقوبات الدولية".
وجاء في تعليمات البنك المركزي الإيراني أنه من "أجل إلزام الهيئات الرقابية بالامتثال للقوانين الدولية واتفاقيات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك تطبيق الحظر المفروض على تقديم الخدمات المالية لجميع الأشخاص والكيانات الخاضعة للعقوبات الدولية خاصة تلك التي تشملها حظر الاستيراد والتصدير وعدم استخدام شركات الشحن، وفقاً لقائمة نشرتها جهات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الأميركية والخزانة الأميركية، وما إلى ذلك، يعلن البنك المركزي لجمهورية إيران الإسلامية أنه سيقوم بتأمين بدائل عن طريق شبكات غير مالية للأفراد والشركات والكيانات المذكورة".
كما أكدت الوثيقة أنه "من الواضح أنه نظراً لوجود قائمة العقوبات يجب التدقيق في أسماء شركات الشحن قبل إصدار تعليمات لهم بتزويدها بالعملة الأجنبية أو الأوراق المالية".
ويأتي الكشف عن هذه الوثيقة بينما صادق مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني أمس الأحد على لائحة انضمام إيران إلى المعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب "CFT" وسط معارضة شديدة من قبل نواب التيار الأصولي المتشدد الذين اعتبروها رضوخا لضغوط الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
كما تجمّع عدد من معارضي هذه اللائحة أمام مبنى البرلمان، احتجاجاً على المعاهدة التي يرون أنها تهدد صلة إيران بالجماعات المتطرفة التي تدعمها مالياً ولوجستيا وعسكريا، وبالتالي إمكانية محاسبة إيران على دعم تلك الجماعات التي قد يتم تصنيفها قريبا كمنظمات إرهابية دولية كميليشيات حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي العراقي وغيرها.
من جهتها، تقول الحكومة الإيرانية إن الانضمام إلى هذه المعاهدة سيعزز موقف إيران في الفريق الخاص للإجراءات المالية لمكافحة الارهاب ويجنبها المزيد من العقوبات.
ويأتي هذا بينما رفض مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني، الشهر الماضي، المصادقة على الانضمام إلى معاهدة أخرى أهم، وهي معاهدة مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال FATF، ومن المقرر أن يتم بحثها مجددا خلال الفترة المقبلة.
وتقول وكالة "فارس" إنه مع إقرار القوانين والاتفاقيات الدولية المشابهة، مثل "مجموعة العمل المالي لمكافحة الإرهاب" و"قانون الانضمام إلى اتفاقية باليرمو"، سيُطلب من جميع البنوك الالتزام بهذه المعاهدات ما يعني أن وزارة الخزانة الأميركية ستراقب عن كثب أنشطة كافة المؤسسات والأفراد في إيران لتطبيق أشمل للعقوبات.