كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، النقاب عن وجود تحقيقات حيال ضلوع شركة أمن واستخبارات إسرائيلية في الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، وإقدام شخص مقرب من ترامب على التوجه للشركة والحصول على عروض للاستعانة في خدماتها.
ووفقا للصحيفة، فإن المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت عام 2016، يحقق في إذا ما كانت شركة استخبارات أمنية إسرائيلية ضالعة ومتورطة في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب.
وبحسب المعلومات، فإن فريق مولر جمع وثائق ومستندات تبين أن الشركة الإسرائيلية اقترحت على حملة ترامب لجمع معلومات لتشويه سمعة مرشحين آخرين داخل الحزب الجمهوري ولإنشاء حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل تشويه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وذكرت الصحيفة أن طاقم التحقيق لمور طلب رسميا من الشرطة الإسرائيلية مصادرة أجهزة الحواسيب التابعة لشركة الاستخبارات والتي لها علاقة بالتحقيق.
كما تابعت الصحيفة أنه في ربيع عام 2016، حدث الاتصال والتواصل ما بين ريك غيتس، وهو نائب مدير الحملة الانتخابية لترامب، وشركة استخبارات وأمن إسرائيلية اسمها "Psy-Group".
ويستدل من المعلومات التي جمعها فريق مولر، أن من بادر للاتصال التواصل بين الشركة الإسرائيلية وحملة ترامب، المستشار السياسي الجمهوري، جورج بيرنبوم، الذي عمل مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو في تسعينيات القرن الماضي، حيث بقي على اتصال ومقربة من شخصيات سياسية رفيعة في إسرائيل.
واقترح بيرنبوم على غيتس الاستعانة في خدمات الشركة الإسرائيلية " Psy-Group"، وبعد وقت قصير من اقتراح بيرنبوم، أرسلت الشركة العديد من العروض التجارية للحملة لمهاجمة خصوم ترامب السياسيين.
صحيفة: شخصيات من إسرائيل السعودية والإمارات نسقت لنجاح ترامب في أعقاب مشاركة المواطن الإسرائيلي، استجوب باحثون في الفريق الخاص الذي يحقق في التورط الأجنبي في الانتخابات الأميركية في الآونة الأخيرة شهودا في تل أبيب، بالإضافة إلى ذلك قاموا بمصادرة أجهزة حواسيب.
واستعرضت الصحيفة العروض التي قدمتها الشركة الإسرائيلية، حيث كان العرض الأول هو إجراء حملة مستهدفة ضد السناتور الجمهوري تيد كروز، الذي كان المنافس الرئيسي لترامب في ذلك الوقت في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
وبموجب العرض، فإن الشركة الإسرائيلية، اقترحت فتح حسابات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلالها نشر رسائل ومضامين سلبية ضد كروز. حيث كان من المفترض أن توجه حملة التشويه إلى مندوبي المؤتمر الجمهوري. وقد تناولت الشركة بالتفصيل كيفية جمع المعلومات عن المندوبين من خلال الشبكات الاجتماعية وتهيئة الرسائل التي تهدف إلى التأثير على أولوياتهم السياسية والثقافية، بالإضافة إلى تشغيل الحسابات المزورة ضد كروز، تضمن اقتراح الشركة الإسرائيلية أيضا إشارة غامضة إلى "معلومات استخبارية فريدة" كان من المفترض أن تأتي من "مصادر سرية"، علما أنه لم يكن واضحا ما هي المصادر التي تعتزم الشركة استخدامها ضد كروز.
ولكن في الوثائق التي حصل عليها تحقيق مولر، يتم ذكر كل من المصادر الإلكترونية وغير الإلكترونية. ووفقا للصحيفة، فإن حملة ترامب لم تقبل في نهاية المطاف هذا الاقتراح.
ومن بين الاقتراحات الأخرى التي قدمتها الشركة للحملة الانتخابية لترامب، كانت "التلاعب عبر شبكات التواصل الاجتماعي" من أجل الإضرار بصورة هيلاري كلينتون، التي ظهرت في ربيع عام 2016 كشخص قوي ينافس ترامب في الانتخابات الرئاسية.
بدا مقترح الشركة الإسرائيلية للعمل ضد كلينتون مماثلا للمقترح الذي قدمته ضد كروز. إلا أن الوثائق تسلط الضوء على مقترح يدعو إلى الاستخدام المكثف للحسابات المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي بغرض تكثيف الحجج والسجال الداخلي بين أوساط اليسار الأميركي.
تجدر الإشارة إلى أن التحقيق الذي أجرته وكالات الاستخبارات الأميركية بعد الانتخابات، أظهر أنه في الأسابيع الحاسمة من الانتخابات، استخدمت روسيا آلاف الحسابات المزورة التي نشرت رسائل يسارية ضد كلينتون، من أجل جعل الناخبين اليساريين لا يصوتون لها أو لإعطاء صوتهم لحزب الخضر.
وكان عدد الأصوات التي تلقاها حزب الخضر في ثلاث دول رئيسية التي حسمت الانتخابات لصالح ترامب -ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا -أعلى من الفجوة بين ترامب وكلينتون في تلك البلدان.
وذكرت "نيويورك تايمز"، أنه على الرغم من أن الحملة الانتخابية لترامب رفضت العرض على الأرجح، إلا أنه في أغسطس 2016 عقد اجتماع بين مؤسس الشركة، وهو مواطن إسرائيلي أسترالي يدعى جويل زامل، وابن المرشح ترامب دونالد ترامب جونيور.
ووفقا للصحيفة، عقد الاجتماع في برج ترامب في مانهاتن، وحضره في وقت لاحق جورج نادر، أحد كبار مستشاري حكومة الإمارات العربية المتحدة. ووفقا للتقرير، أعطى نادر زامل دفعة تبلغ حوالي 2 مليون دولار، بظروف غير واضحة، علما أن هذه الدفعة هي في محور تحقيقات فريق مولر.