تحولت عملية تحديث البطاقة التموينية لأزمة تزعج المواطنين، فعلى الرغم من أن الهدف من عمليات تنقية البطاقات التموينية المطلوبة، هو ضمان توجيه الدعم لمستحقيه وللفئات الأكثر احتياجاً والأولى بالرعاية، وبالرغم من الحملات الإعلانية التي تؤكد سهولة تحديث البيانات عبر البريد الإلكتروني، إلا أن النتيجة جائت صادمة لكثير من المواطنين بعد حدوث كثير من الأخطاء، أهمها حذف أفراد مستحقين للدعم وإضافة أفراد آخر غير مستحقين، ناهيك عن الصعوبة التي يواجهها المواطن في إضافة مواليد جدد .
وكانت وزارة التموين، قد أكدت على عدم حذف أي مواطن من البطاقات التموينية خلال المرحلة الحالية، مشيرة إلى أن كل ما يتم الآن هو حذف الأفراد المتوفين، والمسافرين، والأسماء المكررة، على أكثر من بطاقة تموينية نظرًا لعدم الفصل الاجتماعي.
كما قامت الوزارة بمدّ فترة تحديث بيانات بطاقات التموين، وذلك لضبط ما لديها من بيانات، وحذرت المواطنين من ضرورة القيام بتحديث بياناتهم على الموقع الرسمي لوزارة التموين، حتى 8 نوفمبر، ولن يكون متاح بعد هذا التاريخ تعديل البيانات، ويحق للوزارة عندئذ اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المواطن صاحب البيانات الخاطئة، ومن بينها حذفه، ومن لديه صعوبة في تصحيح بياناته عبر الانترنت إلى التوجه لمكتب التموين لإتمام الإجراءات .
"أهل مصر" اتجهت لإحدى مكاتب التموين بالقاهرة، بمنطقة روض الفرج، لتعيش وسط المواطنين رحلة عذاب تحديث البطاقة التموينية.
"مكتب تموين روض الفرج" الذي يقع في شارع جزيرة بدارن والمسئول عن منطقة شبرا وروض الفرج وبولاق أبو العلاء، يمتليء بالمواطنين يوميا من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا.
ما أن تصل لمسجد "إنجي هانم" لن تحتاج لتسأل عن مكتب التموين، فالزحام وصوت الصراخ الصادر كفيل ليقودك للمكتب، لتجد عند المدخل السماسرة الذين يقومون بتحصيل مبالغ مالية من المواطنين أمام المكتب يحملون مجموعة من الأوراق وطوابع بريدية يلتف حولهم المواطنين، للحديث عن المشاكل التي تواجههم أثناء تحديث البطاقة بحثا عمن يجد لهم حلاً.
في البداية تقول سيدة مسنة من فيصل أنه تم تحويلها لمكتب روض الفرج، بعد أن قامت بتحديث بطاقتها التموينية عن طريق البريد الإلكتروني، وتفاجأت بإزالة أبناء ابنتها الثلاث المستحقين للدعم ولم يتبقى في البطاقة سوى ابنتها، موضحة أنها قامت بتحديث البطاقة ثلاث مرات وتقدمت بالأوراق المطلوبة للمكتب التمويني بمنطقة فيصل ولكن الموظف المسئول حولها لروض الفرج، بعد أن ترددت على المكتب عدة مرات لاستيفاء الأوراق المطلوبة وهي وصل نور وصورة عقد الشقة ومستخرج شهادة ميلاد وصور بطاقة للأفراد المستحقين للدعم.
فيما تقول سيدة أخرى أنه تم حذفها من البطاقة واعتبارها متوفية أثناء التحديث، مؤكدة أنها تتردد على مكتب التموين لمدة شهر بعد أن استكملت أوراقها المطلوبة، وبعدما أحضرت آخر بون لصرف التموين لتؤكد استحقاقها للدعم، غير أن الموظف المسئول يرفض أن ينهي الأوراق المطلوبة مبررا ذلك بأن التحديث الإلكتروني يوضح الأفراد المستحقين وأنه ليس من صلحياته إضافة الأفراد الذين تم حذفهم .
ويقول رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة، إنه اجرى التحديث الإلكتورني للبطاقة التموينية، والتي أظهرت زوجته المتوفية وعندما ذهب لمكتب التموين رفض الموظف اعتماد أوراقه بسبب عدم وجود وصل نور من سكنه الموجود بالبطاقة الشخصية، موضحا أنه ترك منزله منذ عدة سنوات وبالتالي لا يستطيع إحضار وصل نور من سكنه الموجود بالبطاقة الشخصية، الأمر الذي جعله يتردد على مكتب التموين، الامر الذي يعرضه لدفع غرامة عالية بعد أن يحسب له أن صرف حصة زوجته منذ وفاتها، لافتا إلى أن الموظفين لا يراعون الحالة الصحية له.
ويقول رجل آخر أنه استكمل جميع أوراق ابنه الذي بلغ عامه السادس ولم يتم إضافته للبطاقة إلى الآن، موضحًا أنه يواجه صعوبة كبيرة في إضافة المواليد الجدد، حيث أنه تردد على المكتب أكثر من مرة وفي كل مرة يطلبون منه ورقة جديدة لتعطيل إضافة ابنه للبطاقة التموينية.