قال الدكتور صالح بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المسلمين يجب أن يغتنوا الفرص فى حياتهم فالأيام محدودة، والأنفاس معدودة، وكل دقة قلب ينقص بها العمر، وكل نَفَس يُدْنِي من الأجل واعلموا أن هذا العمر القصير هو السبيل إلى حياة الخلود، فإما نعيم مقيم، وإما عذاب أليم".
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام، أن العاقل لا يُضَيِّع نفيس عمره بغير عمل صالح، وإنه ليحزن على ما يذهب منه بغير عوض وإذا كان ذلك كذلك – يا عباد الله – فاعتبروا بقوارع العبر، وتدبروا بصوادق الخبر. وتفكروا في حوادث الأيام والغير، ففيها المعتبر والمزدجر، واحذروا زخارف الدنيا المضلة، فمن تكثر منها لم يزدد بها إلا قلة. أهل الدنيا ينظرون إلى الرئاسات، ويحبون الجمع والثناء والمكاثرات، ويقتلهم التحاسد والتنافس، والتهارج، والتهارش.
اقرأ أيضًا.. تعليقًا على إعدام 320 من عناصره.. الإفتاء: داعش يقتلهم ليحافظ على دعم مموليه
وتابع: "وإن ما توعدون لآت، وليس بين العبد وبين القيامة إلا الممات، وأن من علامات توفيق الله لعبده تيسيرَ الطاعة، وموافقةَ السنة، وصحبةَ أهل الصلاح، وبذلَ المعروف، وحفظَ الوقت، والاهتمامَ بشؤون المسلمين، فكن – يا عبدالله – سليم الصدر، نقي القلب، حبّ لأخيك ما تحب لنفسك، واعلم أن سعادة غيرك لا تأخذ من سعادتك، وغناه لا ينقص من رزقك، وصحته لا تسلب عافيتك، ومن رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن أحسن إليهم أحسن الله إليه".
وأوضح الدكتور ابن حميد، أنه جميل أن يكون إحسانك من جنس إحسان الله إليك؛ فإن كان رزقاً فتصدق، وإن كان علماً فعلم، وإن كان سعادة فَمَنْ حولَك أسْعِد، مشيراً إلى أن التغافل عن الزلات من أرقى شيم الكرام، فكل الناس خطاؤون، ومن تتبع الزلات تعب وأتعب، والعاقل من ينصرف عن ذلك كله لتصفو له عشرته، وتحلو له مجالسه، ويسلم له دينه وعرضه.
وأشار فضيلته إلى ما قاله أهل العلم والحكمة عن علامات حسن الخلق "قلةُ الخلاف، وترك تطلب العثرات، والتماس الأعذار، واحتمال الأذى، وطلاقة الوجه، ولين الكلام، فالعلاقات تدوم بالتغاضي، وتزداد بالتراضي، وتمرض بالتدقيق، وتموت بالتحقيق".
وقال الشيخ صالح بن حميد: " إذا أقبلت الفتن فلا تخوضوا فيما لا يعنيكم، والزموا الصمت، وتمسكوا بالسنة، وما أشكل عليكم فقفوا، وقولوا: الله اعلم، وإن احتجتم فاسألوا أهل العلم الثقات الأثبات، ولا تتجاوزوهم، فالمتعجل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم يقول ابن مسعود رضي الله عنه: لا يزال الناس بخير ما أخذوا عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم، فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا ".