مرت أكثر من 6 عقود على فيلم "الوسادة الخالية" الذي جسد بطولته الفنان عبدالحليم حافظ والنجمة لبنى عبدالعزيز، فصلاح طالب كلية التجارة (عبدالحليم) يتعرف بالطالبة سميحة (لبنى) فيتبادلان العهود والدبل الفضة، وتمر الأيام على العاشقين وفجأة يرتطم الحب على صخرة عاتية ويتحطم، حيث يتقدم لسميحة عريس ناجح هو الدكتور فؤاد وترفض الفتاة العريس في سبيل حبها، ولكن إرادة أهلها تتغلب على عنادها، ويجد صلاح نفسه محطمًا، فيغرق أحزانه في كؤوس الخمر ويستسلم لأحضان راقصة شابة حتى تدهمه نوبة مفاجأة فينتقل إلى المستشفى حيث يجرى له العملية الدكتور فؤاد ويفوق صلاح من أحلامه على فكرة ثانية.
الفكرة التي راودت "صلاح" في الفيلم هي لماذا لا يجعل محبوبته تندم على زواجها من فؤاد، ليبدأ مشواره مع الطموح الذي لم يكن سوى رغبة في الانتقام، فهل ينجح في ذلك؟، يبدو أن إحسان عبدالقدوس الذي كتب هذه القصة كان يريد لها أن تٌخلد، لا تتبدل مهما مر عليها الزمن، تمامًا كما هو الحال الذي أصبح عليه موقع تصوير الفيلم، ففي شارع غرناطة بمصر الجديدة، ما زالت العقارات العتيقة في حي روسكي تفوح منها رائحة "الأبيض والأسود"، المعمار كما هو وملامح الشوارع لم تتغير، وبمجرد السير فيه توشك على أن تلامس أقدام "صلاح وسميحة" وتسمع همسات حبهم.
"أهل مصر" زارت المكان الذي شهد تصوير الفيلم الخالد "الوسادة الخالية" عام 1957، ففي العقار رقم 11 كانت سميحة بطلة الفيلم تسكن فيه، ما زال على عهده تمامًا كقصة الحب الخالدة في رواية إحسان عبدالقدوس، وهو العقار الذي تم إنشاءه في عام 1922، أي أنه أوشك على أن يتم عامه المائة بعد سنوات قليلة، والعقار تابع لجهاز مصر الجديدة للإسكان، يعاني من الإهمال وقلة النظافة وهو دون حارس على بوابته.