تعرض للإصابة في العمل ففصلته الشركة .. "عم عبد ربه " قصة رجل تحدى غدر الزمان بصندوق الورنيش (صور)

كتب : سارة صقر

يخرج يوميا من بيته حاملا صندوقه الخشبي وعدة الورنيش والفرش الخاصة بمسح الأحذية، متجها لميدان التحرير، ليبدأ يومه الشاق الذي ينتهى في الساعة السابعة مساءا . 

"عبد ربه لطيف عبد ربه" صاحب الـ52 عام لجأ لمهنة مسح الأحذية لتوفير "لقمة العيش"، بعدما تعرض للفصل التعسفي من عمله في إحدى الشركات التابعة للقطاع الخاص، وذلك بعدما تعرض لإصابة عمل فقد يده على إثرها، فيقول عم عبد ربه : " كلوني لحم ورموني عظم بعد ما المكبس أكل إيدي"، موضحا أنه كان من أمهر عمال الخراطة في الشركة ولكنه تم الإستغناء عنه .

"ماحدش كان بيرضى يشغلني" .. مشاكل عديدة مر بها عم عبد ربه الرجل الخمسيني، الذي اختار بإرادته هذه المهنة بعدما قضى ثلاث سنوات بدون عمل، موضحا أنه لم يكن أحد يقبل أن يعمل لديه إلى أن هداه عقله لشراء هذا الصندوق الخشبي وأدوات مسح الأحذية، وبالفعل مارس مهنته حتى استطاع أن يوصل ابنته الصغرى للصف الثاني الإعدادي وابنه الكبير للصف الثالث الثانوي، فيقول : "تعرضت للإصابة منذ عشر سنوات وقضيت أول ثلاثة منهم بدون عمل، لكن قدرت أعلم ولادي .. ابني الكبير سيد في ثانوي صناعي، وابنتي الصغرى رحمة في الصف الثاني الإعدادي" .

وسط ميدان التحرير وعلى إحدى الأرصفة الجانبية يجلس عم عبد ربه، منتظرا إلى أن يأتى يطلب منه مسح حذائه .. "مواقف صعبة" يتعرض لها الرجل الخمسيني ما بين غطرسة البعض وملاحقة قوات الشرطة في وقت آخر، موضحا أن مكسبة اليومي يتراوح ما بين الـ50 : 70 جنيه، فيقول على حد تعبيره : " الناس مش مصدقة أن كل حاجة غليت .. بيقف الزبون مستكتر الـ5 جنيه بيرمها لي في وشي ويمشي .. مش بيجوا غير على الغلبان" .

ويتابع الرجل الخمسيني، حديثه عن المواقف الصعبة التي يواجهها خلال يومه، قائلا : " لما بتعدي تشريفة الشرطة بتمشينا من المكان واليوم كله بيضرب".

عم عبد ربه لطيف، الذي وبرغم المصاعب التي تعرض لها مازال لديه إعتزاز بنفسه وراضي بقسمته ونصيبه الذي فرض عليه ومع ذلك يرفض أن يقبل أى مساعدة من أى إنسان، موضحا أنه يتكفل بمصاريف بيته، ولن يقبل بنزول ابنه للعمل والذي يراه من وجهة نظرة مازال صغير ويدرس، فيقول في حديثه : "الحمد لله على كل حال .. أنا راضي بكل اللي قسمه ربنا وطول ما أنا عايش هصرف على أولادي عشان ما يحتاجوش لحد". 

ينهي عم عبده ربه حديثه بابتسامة تفائل رغم ما يقاسيه في حياته اليومية، حيث لا توجد لديه أمنية سوى تربية أبناءة وتعليمهم ليصلوا لمراكز عليا ويحملوا عنه المسئولية .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً