حياة طويلة عاشتها أقدم امرأة حية علي وجه الأرض ، كوكو ايستامبولوفا التي تبلغ من العمر 129 عاما ، منذ ولادتها في 1 يونيو 1889 وحتي الآن ، مرت خلالها بأحداث كثيرة ،كان أبرزها عذاب المنفي ، الذين عاشته مع بنات جنسها و الملايين من أبناء الشعب الشيشاني المسلم ، الذين نفاهم الزعيم الروسي ستالين ، إلي أوزباكستان، وعاصرت "كوكو ايستامبولوفا" احدث الثورة البلشفية ، التي أسقطت القيصر الروسي نيكولاس الثاني في عام 1918 ، وكانت في الرابعة والخمسين من عمرها ، عندما قرر ستالين نفي ملايين المسلمين الشيشان ، إلي سهول كازاخستان في محاولة للتخلص منهم .
وقالت كوكو ايستامبولوفا ، في فبراير 1944 قرر ستالين ، نفي الأمة الشيشانة المسلمة كلها ، من وطنها الأصلي في ترانسكولا ، إلي المجهول في سهول كازاخستان ، كان يوماً سيئاً ، باردًا وكئيبًا" ، وتم شحن الملايين في القطارات مقل الأغنام .
وأضافت : "كانت عربات السكك الحديدية محشوة بالناس - الأوساخ والقمامة والبراز كان في كل مكان، الآلاف الفتيات الشيشانيات تعرضن للموت ، بسبب تمزق المثانة وعدم قدرتهن علي قضاء حاجتهن ، لعدم وجود حمامات في القطار .
وأشارت كوكو إلي أنها شاهدت الجنود الروس ، يلقون بآلاف الجثث علي طريق القطار ، وكانت جميعها لفتيات شيشانيات ، ..لم يسمحوا لأحد بدفن الموتى، وتركوا الجثث للكلاب.
وأكدت كوكو إن الجنود الروس ، القوا بجثة والد زوجها ، من القطار بنفس الطريقة لتأكلها الكلاب والوحوش الضارية .
وبعد وفاة ستالين ، انتهت فترة النفي الشيشاني الذي دام 13 عامًا ، مما سمح للكثيرين بالعودة إلى ديارهم ، ليكتشفوا أن منازلهم قد استولي عليها الروس.
واضطرت كوكو مع زوجها ، لبناء بيت صغير من الخشب ، وكان اسعد يوم في حياتها ، عندما دخلت فيه لأول مرة ، وأشعلت موقد الخشب ، وعاشت فيه 60 عاما من عمرها الطويل.
حفيدة حفيدة كوكو الكبرى مدينا ، التي تبلغ من العمر 15 عاما ، هي التي ترعي جدتها "كوكو" ، التي تشعر بالفقد والحزن الشديد ، منذ وفاة ابنتها "تامارا" قبل عدة سنوات .
وبعد وفاة ابنتها أصيبت كوكو بالعمي ، ولم تعد قادرة علي الرؤية ، وفقا لما قالته حفيدتها مدينا .
وتضيف مدينا :" إنها بالكاد تمشي الآن. وعندما تتذكر ابنتها "جدتي" تشعر بالقلق، وتبكي عدة مرات في اليوم وهي تتذكر جدتي".