حالة من القلق تسيطر على أنجيلا ميركل، في الوقت الذي يدلي فيه أكثر من 9.4 مليون شخص بأصواتهم في الانتخابات البافارية اليوم الأحد، وذلك بعد حالة التراجع الملفتة للنظر التي شهدها الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري المحافظ.
ميركل تواجة في صدام مع التيار اليميني
يأتي ذلك بعد عدة استطلاعات للرأي، أكدت تراجع نسبة التصويت لـ34 %، بعدما كان يحصل على الأغلبية المطلقة في بافاريا على مدى عقود، في حين بلغ الحزب الاشتراكي الديمقراطي في استطلاع أجراه معهد "إمنيد" هذا الأسبوع 17%، كما حصل "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، على 15%، فيما حصل حزب اليسار الألماني المعارض 11%، وثبت الحزب الديمقراطي الحر عند نسبة 9%.
التظاهرات تساند ميركل
وعلى الجانب الآخر، خرج عشرات الآلاف من الألمان إلى شوارع العاصمة برلين للاحتجاج على صعود التيارات العنصرية في البلاد، وأعلن المنظمون للمظاهرات التي تأتي عشية تنظيم انتخابات في ولاية بافاريا (جنوب)، أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 150 ألفا، بينما كان يتوقع مشاركة 40 ألفا، وقالت تيريزا هارتمان، المتحدثة باسم التجمع الذي يحمل اسم "كلنا واحد"، إن العدد الكبير للمتظاهرين هو دليل "نجاح" المظاهرة.
عرض لإنقاذ ميركل
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ، قد أطلق حملة في فبراير الماضب لإقناع منتسبيه للتصويت على تشكيل حكومة مع أنجيلا ميركل المحافظة، من أجل تشكيل ائتلاف حكومي كبير يتيح لميركل الحفاظ على منصبها وبدء ولايتها الرابعة، وذلك لإخراج أول اقتصاد أوروبي من المأزق بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية.
الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، هو حزب ديمقراطي اشتراكي ألماني، من أقدم الأحزاب السياسية في ألمانيا وأكبرها من حيث عدد الأعضاء.
ومن أهم برامج الحزب تحديث الاقتصاد لتلبية مطالب العولمة، لكنه يشدد أيضا على الحاجة إلى معالجة الاحتياجات الاجتماعية للعمال والفئات المحرومة.
ويتمتع الحزب بعضوية كاملة في منظمة الأممية الاشتراكية، كما شكل الحزب سنة 2005 تحالفا حكوميا كبيرا مع الكثلة المكونة من الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) عند فوزه في الانتخابات.
ألمانيا تواجة خطر الوقوع في قبضة اليميني المتطرف
أما "البديل من أجل ألمانيا"، هو حزب سياسي يميني أو يميني متطرف في ألمانيا، تأسس في برلين بتاريخ 6 فبراير عام 2013 كرد فعل على سياسة إنقاذ اليورو، ولكنه لم يحقق عتبة 5% من الأصوات المطلوبة لدخول البرلمان خلال الانتخابات الفدرالية 2013.
وفي عام 2014 فاز الحزب بسبعة مقاعد في الانتخابات الأوروبية كعضو من "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين"، كما حقق الحزب انتصارات في الانتخابات في زاكسن وبراندنبورج وتورنجن، وفي 2015 تفوق الحزب في انتخابات كل من هامبورج وبرمن، وفي 2016 انتصر أيضًا في بادن فاتنبرج وراينلاند بفالذ وزاخن أنهالت.
وبعد تأمين التمثيل في 14 من 16 من برلمانات الولايات الألمانية بحلول أكتوبر عام 2017، أصبح الحزب ثالث أكبر حزب في ألمانيا بعد الانتخابات الفيدرالية 2017، حاصدا 94 مقعدا في البرلمان، محققا تقدما كبيرا للحزب حيث أنها أول مرة قد فاز فيها الحزب بمقاعد في البرلمان، وهو بذلك أول حزب يميني قومي يدخل البوندستاج منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويصف بعض علماء السياسة الأشخاص القياديين في الحزب بأنهم ذوو توجهات يمينية متطرفة أو يمينية أصولية أو شعبوية، منذ حوالي عام 2015، أصبح الحزب منفتحا على نحو متزايد في العمل مع جماعات اليمين المتطرف مثل بيجيدا.
ولدى أجزاء من الحزب ميول عنصرية، معادية للمسلمين، ومعادية للسامية، الأجانب ومرتبطة مباشرة مع حركات مثل النازية الجديدة.
في 13 مارس 2016، أعلن الحزب إدراج منع الحجاب في الجامعات والمؤسسات العامة ضمن برنامجه الانتخابي، وكذلك منع ختان الأطفال المسلمين واليهود.