"عم غبريال" .. بائع عرقسوس في الصيف و عاطل في الشتاء (فيديو)

"العرقسوس شفا وخمير .. يا عرقسوس" .. نداء مألوف عرفه المصريين الذين ارتبطت حياتهم ومناسبتهم الدينية مثل شهر رمضان المعظم بشرب العرقسوس، إلا أن عامل الزمان له تأثيره على مهنة بائع العرقسوس بعدما كثرت محلات العصائر الكبرى وظهور أنواع عديدة من العصائر المجففة التي حلت محل مشروب "العرقسوس".

يقف عم ممدوح غبريال وسط ميدان عبد المنعم رياض حاملا الإبريق الزجاجي أو النحاسي كبير الحجم الذي صنع خصيصا ليحافظ على برودة العرقسوس طوال اليوم، يحمله بواسطة حزام جلدي عريض يحيط بخصره ويتدلى منه إناء صغير للأكواب، بينما يمسك بيده اليمنى صاجين من النحاس يصدران صوتا مميزا ويحمل في يده اليسرى إبريقا بلاستيكيا صغيرا مملوءا بالماء لغسل الأكواب التي استبدلت بالأكواب البلاستيكية.

بوجه لا يفارقه الإبتسامة يبدأ عم ممدوح صاحب الـ41 عام يومه منذ الصباح وسط ميدان عبد المنعم رياض، متجولا بين سيارات الميكروباس و الأتوبيس داخل الموقف، ينادي على العرقسوس وبيديه الصاجين النحاس بصوتهما المميز، ليستوقفه أحدهم : قائلا " واحد عرقسوس لو سمحت" .

يأتي عم ممدوح يوميا من بلده "بنها" في الصباح الباكر ليبيع العرقسوس، بعد تخميره وتصفيته على شاش أبيض ووضعه في الإبريق الزجاجي، ليركب القطار الذي يقف في محطة مصر، فينزل عم ممدوح ويتجول قليلا وسط ميدان رمسيس ثم يتجه إلى عبد المنعم رياض.

"عادة يومية" لم يغيرها عم ممدوح غبريال منذ أكثر من عشر سنوات، وهو يعمل بتلك المهنة التي اختارها بنفسه ليعمل بها، ولتكون وسيلة رزق تعينه على تربية أبناءة الأربعة، فيقول " أعمل ببيع العرقسوس منذ عشر سنوات وأنا أنزل يوميا من البلد لأبيع العرقسوس بعد ما انقعه واصفيه على شاش أبيض واخمره من الليل".

" 70 جنيه " هو متوسط المكسب الذي يتحصل عليه عم غبريال في اليوم الواحد، والذي يصرف أكثر من ثلثه في المواصلات والمواد الخام التي يشتريها يوميا، ليتبقى الصافي لدية أقل من 50 جنيه، لافتا إلى أن الموسم يبدأ في الصيف ويستمر حتى بداية الشتاء ثم يتوقف، موضحا أن العمل في الأيام العادية يكون أكثر من شهر رمضان، لإن الناس يتوجهون للمحلات الكبرى لشراء العرقسوس.

لم يفقد عم غبربال الأمل في الحياة، فيصر على تعليم أبناءة الأريعة، رغم العديد من المصاعب التي يواجهها في عمله من ملاحقة الشرطة له، مؤمنا بأن العلم سلاح قوي بساعد أبناءه على الحصول على وظيفة ثابتة، قائلا " عايز ولادى يتعلموا ويشتغلوا في الحكومة بدل المرمطة" .