بالنظر إلى الواجب نجد أن فيه إعمالا للإرادة أي توافر الرضا الذي يتوقف عليه صحة التصرف وصبغة قوة نفاذ عليه من أنه صادر عن إرادة حرة منفردة دون جبر أو تأثير أليس ذلك تطبيقا عمليا للحرية وإثبات عمليا لتوافرها.
والواجب عند كان الإهتمام بأصل الأفعال وما يجب أن تكون عليه دون ماورد عليها من أفعال شاذة عنها أحب النظافة حبا في النظافة وليس بغضا في غيرها فالتحرر من قيد الشهوة واللذة من الرذيلة واجب فيه من الحرية مبلغها.
أما الواجب عند العرب فيمثل أصل عام لعادات وتقاليد وعرف يمثل قاعدة عامة تضبط التصرف وتقضي له بالصحة أو البطلان دون الإخلال بفرض العقوبات العرفية علي المخالف لذلك الناموس وقد يبدو القيد علي الحريات الشخصية ولكن الحرية تتضح من أن الدخول تحت طائلة الواجب هنا ليس لها ضمانة القوة والجبر وليس لأن لا ينبذه المجتع العربي وخرجه من الشيم العربية الأصيلة أليس هذا من الحرية فكم تحشد السلطات العامة وتلقي من الجهد العظيم في سبيل تطبيق قواعدها العامة والقانونية رغم الطرق الديموقراطية لتشريعها . فالأولي نافذة لأمر الواجب والأخري نافذة لأمر القانون فأيهما يعد قيد وأيهما من الحرية .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
