«أجدد دعوتي إلى العالم برصّ الصفوف والحشد في مواجهة الإرهاب الدولي، فتفشي هذه الظاهرة يعيد إلى الأذهان صعود النازية الذي سبق الحرب العالمية الثانية»، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» حديثه أمام مجلس النواب «الدوما» أمس الأربعاء.
هذه لم تكن المرة الأولى التي يدعو فيها «بوتين» للتعاون المشترك مع الغرب من أجل محاربة الإرهاب، فقد سبق وأعلنها في يناير الماضي، ولكن هذه المرة ربما يستغل الرئيس الروسي ما شهدته أوروبا من هجمات إرهابية مؤخراً على يد عناصر تنظيم «داعش» في فرنسا، وذلك في رفع عقوبات الاتحاد الأوروبي عن موسكو.
«بوتين» الذي خرج الجمعة الماضية، ليدعو «الاتحاد الأوروبي» لإستعادة العلاقات مع موسكو، لم تلق دعواته أي اهتمام، عدا مجموعة أحزاب يمينية في فرنسا وإيطاليا.
فقد طالبت تلك الأحزاب، برفع العقوبات الاقتصادية عن موسكو بهدف تعزيز التعاون الاستخباراتي لمواجهة هجمات الإرهاب، وفقاً لما نشرته صحيفة «اندبندنت» البريطانية.
وأشارت الأحزاب في بيان صادر عنها، إلى أن روسيا بما لديها من تواجد عسكري بسوريا، بإمكانها الدخول إلى قاعدة بيانات تنظيم داعش الإرهابي، لذا فمن الخطأ أن ندير ظهرنا عنها، ومن ثم سهولة إختراقه والقضاء على محاولاته التي تهدد القارة البيضاء.
وفي ذات السياق، حذر الرئيس الفرنسي السابق «نيكولا ساركوزي»، الثلاثاء، من مغبة إذكاء التوترات بين روسيا والاتحاد الأوروبي داعياً إلى مد جسور الحوار مع موسكو – وفقاً لما نقلته وكالة أنباء «تاس» الروسية.
وأضاف «ساركوزي»، خلال المؤتمر الاقتصادي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أنه لا ينبغي تهيئة الظروف لحرب باردة جديدة، مشدداً على أن التهديد الأكثر خطورة للديمقراطية في أوروبا هو الجماعات الإرهابية على يد عناصر داعش وتنظيم القاعدة، وهما تنظيمان محظوران قانوناً في روسيا.
ويبقى سؤال يلوح بالأفق .. هل تنصاع أوروبا أمام تهديدات الإرهاب وتعاود علاقتها مع موسكو استغلالاً لقوتها؟ أم ستستمر في معاقبة الدب الروسي وتواجه الارهاب وحدها؟.