تنظر إلى تمثالها، فترى الجمال والصبا والشباب والوجه الناضر ودقة التفاصيل، حيث الشعر المستعار معقود في ثلاث ضفائر متدرجة الطول, زرقاء اللون, يمسكه رباط مزدوج ينتهي بثعبانين، يرتدي كل منهما تاجًا, ويرمزان للوجهين القبلى والبحرى، بالإضافة إلى قاعدة مستديرة يحيط بها إطار من ثعابين متوجة بأقراص الشمس, مستقرًّا عليها رسم لقرص الشمس وريشتان فوقه.
تغرق الأميرة فى زينة جميلة، منها نقش لقرطين مستديرين, وقلادة عريضة ذات أفرع متعددة من خرز مذهب وأساور, وبعض الورود التي تزين الصدر، وبيدها قلادة تمثل الإله منعات.
لا عجب أن يكون تمثال الأميرة ميريت أمون، المصنوع من الحجر الجيري الناصع، من أروع التماثيل التي نحتها المصري القديم، وهو أطول تمثال لزوجة في التاريخ الفرعوني، حيث يبلغ ارتفاعه 13 مترًا، ووزنه 31 طنًّا.
ميريت هي الابنة الرابعة للملك رمسيس الثانى من زوجته الملكة نفرتاري، وأصبحت الملكة بعد وفاة والدتها وزواجها بوالدها الملك رمسيس الثاني، ولقبت بـ "الزوجة الملكية العظيمة".
ويوجد تمثال ميريت فى معبد رمسيس الثانى بأخميم شرق محافظة سوهاج، حيث تم اكتشافه تحت مقابر أخميم القديمة أثناء عملية الحفر لبناء معهد ديني، عام 1981.
واكتشف بجوار ميريت تمثال آخر صغير لها، وبقايا تمثال ضخم مُحطم لوالدها رمسيس الثانى، وآخر صغير الحجم، وتمثال للإلهة فينوس (ربة الحب والجمال)، وبعض الأعمدة، وبقايا جدران معبد قديم، وأربعة آبار بها مياه، ترجع إلى العصر الروماني، وتم الإعلان عن المكان بأنه منطقة أثرية.
جدير بالذكر أنه عندما تم العثور على تمثال ميريت، لم يكن الجزء السفلي موجودًا، بدءًا من الساقين حتى القدمين، كما كانت القاعدة مفتتة، لا تحمل جسدها، فتم تكملة الجزء المختفي، وعمل ترميم للقاعدة.
يذكر أن ميريت آمون كانت كاهنة للربة "حتحور"، وتقيم لها الشعائر، ولقبت بالعديد من الألقاب، منها سيدة قلب الفرعون "رمسيس"، والأميرة العظيمة سعيدة القلب، والمحبوبة التي تسر قلب حورس.