لم تكن محاولة تهريب المخطوط الآثري "مرآة الزمان في تاريخ الأعيان" هي الأولى من نوعها، حيث رصدت قوات الشرطة المصرية العديد من محاولات التهريب لوثائق ومخطوطات هامة، وترجع أهمية المخطوط كونه فريد من نوعه ويعود للقرن الثامن الهجري .
محتوى الكتاب
"مرآة الزمان في تاريخ الأعيان":، وورد اسمه أيضًا: (مرآة الزمان في وفيات الفضلاء والأعيان)، كتاب من تأليف أبي المظفر شمس الدين يوسف بن الأمير حسام الدين قِزُغْلِي، المعروف بسبط ابن الجوزي.
هو كتاب تاريخي عالمي عام، ألفه سبط ابن الجوزي حسب التنظيم الحولي، حيث يتناول تاريخ العالَم منذ بدء الخليقة وحتى وفاة مؤلفه عام 654هـ/1256م.
يعد الكتاب من المراجع المهمة في التاريخ العربي، حيث كان له تأثير واضح في كتب من أرخ بعده، ونجد رواياته قد نثرت في كتبهم، فيقول الداوداري في كتابه "التأريخ الكبير المسمى بمرآة الزمان، جمع فيه العجائب والغرائب ما نثرت جملة التأريخ".
وأثار هذا الكتاب إهتمام المؤرخين القدماء (الكلاسيكيين) والمعاصرين، فمنهم من انتقده، ومنهم من أثنى عليه.
اعتمد سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) على مصادر متعددة ومتنوعة وفقاً للأخبار التي يوردها في كتابه، وهو يذكر أسماء مؤلفيها أحيانًا، ويغفل عن ذلك أحيانًا أخرى، وتتصف مصادره بأنها مصادر موثوقة، لأنها مأخوذة من مؤرخين معاصرين للأحداث.
التعريف بالمؤلف
هو يوسف بن عبد الله (توفي 654 هـ/1256 م)، اشتهر بـ"سبط ابن الجوزي"، أبو المظفر، وهو أحد علماء المسلمين المشهورين.
وهو حفيد العالم الحنبلي الكبير ابن الجوزي، واسمه "سبط ابن الجوزي" يدل على أنه سبطه (أي ابن بنته).
ولد في بغداد واعتنق المذهب الحنبلي، لكنه عندما هاجر إلى الموصل مع عائلته وتحول إلى المذهب الحنفي.
لم يمارس سبط ابن الجوزي الفقه فقط بل تعدى ذلك إلى التأريخ فكتب كتابه المشهور "مرآة الزمان المكون من أربعين جزءا"، توفي في دمشق، في منزله أعلى جبل قاسيون ودفن هناك.
ويقول حمدى همام رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بالموانئ المصرية، أنه تم مصادرة المخطوط، بعدما عرض الكتاب على اللجنة الآثرية، والتي أقرت أنه مخطوط نادر، ووفقا لقانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 وتعديلاته بالقانون رقم 3 لعام 2010 تمت المصادرة .
ومن جانبها، أكدت وفاء وحيد مدير عام مركز الوحدات الآثرية بمطار القاهرة، أن اللجنة الآثرية أوصت بسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية حتى يتسنى لوزارة الآثار إستلام الكتاب والبدء فى أعمال الترميم اللازمة له.
وفي سياق متصل صرح على رمضان مدير الوحدات الأثرية بقرى بضائع مطار القاهرة الدولى، أن المخطوط نادرا ومكون من ثلاثة أجزاء منفصلة مدونة بالحبر الأسود والمداد الأحمر بإجمالى 732 ورقة .
وأوضح "رمضان" في حديثه أن كل جزء يبدأ بصفحة تحمل زخارف وكتابات مذهبة على أرضية زرقاء وينتهى فى جزءين بحرد متن مدون به تاريخ الانتهاء من نسخه وهو الأحد 13 شعبان عام 971 هجرى، ومجلداته التى تتضمن هوامش وتعقيب وأختام تملك، وأختام حديثه فى عدة مواضع.
وأوضح د. عبد الباقي السيد، أستاذ التاريخ الإسلامي، أن المخطوط يعود للقرن الثامن الهجري، وبتناول الكاتب فيه تاريخ العالم منذ بدء الخليقة حتى وفاته سنة 654هـ/1256، أي قبل وصول المغول لبغداد سنة 656هـ .
ويتناول الجزء الأول للكتاب روابات بدء الخلق وقصص الأنبياء، وهو لا يختلف عن غيره كثيرا، لكن يميزه تعليقات المؤلف على بعض ما يورده من روايات إما تأييدا أو نفيا.
وينتهي الكتاب بالعام 411 هـ، وهي سنة وفاة الحاكم بأمر الله الفاطمي ويبدأ باحداث العام 395هـ وهي السنة التي كانت فيها بغداد غارقة بفيضان مياه دجلة حتى قال المؤلف : "وفيها زادت مياه دجلة زيادة لم تعهد بحيث كان الماء على رؤوس النخل".