افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات رسمية مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في منتجع سوتشي على البحر الأسود،وقال بوتين في بداية المحادثات ان التجارة الثنائية ارتفعت بنسبة 62 % العام الماضي.
وقال يوري أوشاكوف ، مستشار الشؤون الخارجية لبوتين ، إنه من المتوقع أن يوقع الطرفان معاهدة شراكة استراتيجية شاملة في 17 أكتوبر من شأنها أن تعزز العلاقات الروسية المصرية.
وأضاف أوشاكوف أن بوتين وسيسي سيبحثان القضايا الدولية ، مع التركيز على الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والمستوطنة الفلسطينية الإسرائيلية.
وحث السيسي يوم روسيا على استئناف الرحلات المباشرة إلى المنتجعات المصرية حتى في الوقت الذي حث فيه الكرملين مصر على شراء مزيد من الأسلحة الروسية خلال المحادثات الثنائية في موسكو.
استؤنفت الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة في أبريل بعد أن قام المسؤولون المصريون بتحصين أمن مطار العاصمة ، لكن المحادثات حول إعادة السفر الجوي المباشر من المدن الروسية إلى منتجعات البحر الأحمر المصرية لم تسفر عن أي اتفاق.
وفي كلمته أمام مجلس الشيوخ بالبرلمان الروسي في موسكو في 16 أكتوبر ، أكد السيسي أن إعادة الرحلات كانت ضرورية لصناعة السياحة في مصر.
وبعد اجتماعه مع المشرعين الروس ووزراء الحكومة في موسكو ، التقى السيسي على العشاء مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود ، حيث عرض عليه عرضاً للأسلحة التي يأمل الكرملين أن تشتريها مصر.
وقعت مصر صفقات لشراء أسلحة روسية بقيمة مليارات الدولارات ، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية. عندما قام بوتين بزيارة القاهرة في ديسمبر 2017 ، وقع المسؤولون أيضًا اتفاقية بشأن بناء محطة للطاقة النووية في الضبعة.
طور الزعيمان علاقة شخصية وثيقة وسعيا لتوسيع العلاقات الثنائية التي تعززت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ويقوم السيسي برحلته الرابعة إلى روسيا منذ توليه منصبه في عام 2014 ، وزار بوتين مصر في 2015 و 2017.
وارتفعت التجارة الثنائية بنسبة 62 % العام الماضي لتصل إلى 6.7 مليار دولار ، واستمرت في التوسع بوتيرة سريعة هذا العام ، وفقا للأرقام المقدمة من أوشاكوف،وقال إن صادرات الحبوب الروسية تمثل نحو 70 في المائة من احتياجات مصر.
كان الرئيس المصري، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قد ناقشا في اجتماع مصغر مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال بوتين في بداية المحادثات: "نحن هنا في سوتشي، سعداء جدا برؤية أصدقائنا في روسيا، وبتبادل وجهات النظر حول تنمية العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ".
وأوضح بوتين، بأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تتطور بنجاح: "في العام الماضي، لاحظنا زيادة في معدل تداول السلع بنسبة 62%، مشيراً إلى أنه "في الأشهر الستة الأولى من هذا العام ، تمت إضافة 28 %أخرى".
وأكد الزعيم الروسي أن هذا أتى نتيجة الجهود المبذولة لتنويع العلاقات الثنائية: "إنها علاقات متنوعة للغاية، هناك، الزراعة، والصناعة، والمعدات، والآلات".
وشارك في الاجتماع المصغر للرئيسين، من الجانب الروسي، وزير الخارجية سيرغي لافروف، والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير المالية أنطون سيلوانوف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف.
ومن الجانب المصري، شارك وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الطاقة والطاقة المتجددة محمد شاكر، ومدير المخابرات العامة عباس كامل، ونائب وزير المالية أحمد كوتشوك.
ويتواجد السيسي حاليا في روسيا في زيارة تستغرق 3 أيام، وسيتضمن جدول أعماله اجتماعا مع الرئيس الروسي لمناقشة التجارة وتسوية الأزمات في الشرق الأوسط والتعاون الثنائي في مجال الدفاع واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا ومصر.
كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي:
عقد الرئيس
السيسي، مؤتمرا صحيفا مع نظيره الروسي فلادمير بوتين، في القمة المنعقدة بينهما
بمدينة سوتشي، وذلك خلال زيارة الرئيس السيسي لروسيا في زيارة تستغرق 3 أيام.
وقال الرئيس عبد
الفتاح السيسي، إن التنسيق بين مصر وروسيا يمتد للتعاون لحل الأزمات في منطقة الشرق
الأوسط، مؤكدا متانة العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا والسعي إلى تطويرها
مستقبلا.
وأضاف السيسي،
خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الروسي فلادميير بوتين، "لمسنا التقارب الكبير
بين مصر وروسيا لحل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية.
ولفت السيسي إلى
أنه تم الاتفاق على أهمية توحيد المؤسسات الليبية للقيام بدورها تجاه الشعب
الليبي، مؤكدًا أنه تم مناقشة الاشتباكات في طرابلس التي أظهرت ضرورة حصر السلاح
بيد المؤسسة العسكرية الليبية.
وتابع السيسي:
اتفقنا مع الرئيس بوتين على تعزيز التبادل المعلومات للتصدي للإرهاب ومنع تسللهم
عبر الحدود، وأوضح أننا ندعم المبعوث الأممي لسوريا في جهود تشكيل اللجنة
الدستورية السورية، مؤكدًا أن تم الاتفاق على دعم سبل الحل السياسي في سوريا..
وجاءت نص الكلمة كالتالي: "فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"،
"السيدات والسادة، أود بدايةً أن أشكر مُجدداً ، صديقي العزيزالرئيس
"بوتين" ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، خلال هذه الزيارة المهمة
، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة .. التي تربط بين مصر وروسيا.
ويسرنى هنا ، أن
أؤكد لكم بالغ سعادتى ، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ،
على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ،
وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة
النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى
التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في
شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل
التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذى أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في
حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
لقد تكللت كذلك
جهودنا المشتركة ، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا ، بالتوقيع على
اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على
درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا
الثنائية .. وشراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر
الإشارة الى اتفاقي مع الرئيس بوتين ، على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر
وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي
تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
السيدات
والسادة،
وكما تتعاون مصر
وروسيا ، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما ، فإن التنسيق بيننا يمتد ، ليشمل تناول
المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن
والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً
أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب .. وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق
، تطرقنا الى القضية الفلسطينية ، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء
عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة
التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً
لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات
الأوضاع في سوريا ، بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق
بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد
الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع
المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ،
لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ،
يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية ..
وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع
في ليبيا ، فقد تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني
، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف
الفاعلة في ليبيا.
وحَرِصتُ في هذا
الإطار ، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ،
والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ،
لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا
تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة
الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات
الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ
الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع
عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا
لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى
بالضرورة بتوافق ليبي .. أو دولي.
كما اتفقتُ مع
فخامة الرئيس "بوتين" ، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة
المختصة ، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب ، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين ،
من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى ، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول ،
وأكدنا كذلك ، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها ، وتبادل
المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المعنية ، كما أكدتُ
انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال ، باعتبار البلدين شريكين
تقليديين ، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة ، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار
المنطقة ، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والنجاحات الفائقة
التي حققتها ، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
فخامة الرئيس، السيدات
والسادة.. مرة أخرى ، أجدد
شكري للرئيس بوتين ، على دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا ، باسمي وباسم الشعب
المصري ، وأؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين ، وتطلعنا
لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة ، بما يلبي تطلعات شعبينا .. نحو الاستقرار
والتنمية".
-كلمة بوتين:قال بوتين أنه
بحث مع الرئيس المصري الوضع في الشرق الأوسط، ومشروع بناء المحطة النووية في مصر،
كما يدرس الرئيسان تفاصيل حادثة القرم وسنعلن نتائج التحقيقات، نأمل أن تكون
اتفاقية الشراكة مع مصر بداية لزيادة التعاون الثنائي في جميع المجالات. جاء ذلك خلال
مؤتمر صحفي بين الرئيسين الروسي والمصري في متتجع سوتشي على البجر الأسود. وأكد بوتين
لدينا اتفاق كبير مع مصر حول توريد عربات القطارات له، مؤكدا أنه مشروع بقيمة
مليار يورو لتصنيع قطارات في مصر مشيرا إلى أن التعاون مع مصر مهم للاستقرار في
الشرق الأوسط .
والجدير بالذكر
أن الرئيس بوتين طلب بالوقوف دقيقة حداد على أرواح المتوفين فى إثر انفجار عبوة
ناسفة مجهولة الهوية انفجرت في كلية في كيرتش في القرم.
أن التعاون مع
مصر مهم للاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن روسيا أتفقت مع الجانب المصري
على مشروع بقيمة مليار يورو لتصنيع قطارات في مصر.
وأضاف الرئيس
الروسي:" ناقشت مع الرئيس السيسي التعاون في المجال العسكري أيضاً"،
مشيراُ إلى أن مصر تبذل كل ما في وسعها لاستقبال الرحلات الجوية الروسية وسنستأنف
رحلاتنا قريبا.