قرية نزلة فرج الله، هدوء يخميم على القرية، الشمس في كبد السماء، الأطفال في مدارسهم، ربات البيوت بمنازلهن يدبرن أمورهن، والرجال كل في عمله، ومع دقات الثانية عشرة ظهر أمس، اعتلت رصاصات الغدر سماء قرية نزلة فرج الله، حتى أخرست الجميع، وأوجست منهم خيفة، وبدأت الأعناق تتطاول لمعرفة الخبر، والأعين بدأت تبحث في الوجوه عن دماء من التي تطايرت بتلك الرصاصات الغادرات، سرعان ما تطاير الخبر، أن عائلة السنوسي اشتبكت مع عائلة عبد الحكيم، لينتهي الاشتباك بمجزرة بشرية غير متوقعة، إذ خلفت وراءها 4 جثث من أسرة عبد الحكيم بقيرة نزلة فرج الله، وجثة واحدة من أسرة عائلة السنوسي، و6 مصابين للعائلتين.
كان لعدسة "أهل مصر"، السبق في كشف غموض مجزرة قرية نزلة فرج الله، إذ قام محرري الموقع بزيارة لقرية نزلة فرج الله، للحديث مع أهالي قرية نزلة فرج الله، للوقوف على أسباب المجزرة التي أودت بحياة كل هؤلاء، فضلا عن المصابين.
القرية خاوية على عروشها، خالية من البشر، لاترى فيها سوى سيارات الأمن المركزي وقوات الاأمن التى فرضت كردونا أمنيا منذ وقوع الحادث ومنعت التجول بالقرية وشددت الحراسات الأمنية على منازل الطرفيين خاصة بعد أن تم دفن الجثث الأربعة فجر اليوم بمعرفة قوات الأمن.
الحكاية فتحت باب
حكى خالد الحوارتي، من سكان قرية نزلة فرج الله، لـ"أهل مصر"، أن أسرة سنوسي قامت بفتح باب مجاور لمنزل عائلة عبد الحكيم بعد خلافات استمرت عدة سنوات وتم عمل محاضر للطرفيين بسبب فتح باب من أسرة سنوسي، مع اعتراض أسرة عبد الحكيم على فتح هذا الباب، فما كان من أسرة عبد الحكيم أن قامت بسحب أسلحة آلية وأطلقت النار صوب سنوسي كبير أبناء العائلة وتم قتله على الفور.
التمثيل بالجثث
أما محمود الجبرتي، من أبناء قرية نزلة فرج الله، قال إن أبناء سنوسي كانوا خارج القرية ولما علموا بالحادث قاموا بإطلاق النيران بشكل مكثف على أسرة عبد الحكيم، وتم قتل 2منهم وقاموا بسحب القتلى من المنزل إلى الخارج ومحاولة التمثيل بجثثهم، فما كان من أسرة عبد الحكيم إلا وأن اطلقوا عليهم النيران وأصابوا أبناء سنوسي الثلاث والذين تم نقلهم إلى مستشفى أسيوط الجامعي، فيما أصيب 3 آخرين من أسرة عبد الحكيم نتيجة تبادل إطلاق النار بين العائلتين بشكل كبير.
وأكد قال بشرى حنا أحد أبناء قرية نزلة فرج الله، أن البلدة تحولت إلى دخان وصراخ وعويل، أثناء الحادث مما دفع طلاب المدارس إلى الخروج من شوارع جانبيه مقاربة للزراعات خاصة لأن أصوات الرصاص كانت هي سيدة الموقف وقت الحادث.
ومن جانبه قال عمر فاروق محامٍ من نزلة فرج لله إن سبب الحادث هو قيام أسرة سنوسي بمحاولة فتح باب أمام منزل عائلة عبد الحكيم لان لطرف الثاني رفض فتح الباب بالقوة الجبرية وتبادلت الشتائم والسبابات التي تحولت إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفيين.
انتقلت أجهزة الأمن برئاسة اللواء مجدى عامر مدير أمن لمحافظة برفقته العميد مجدي سالم مدير المباحث الجنائية وعدد كبير من قيادات أمن المحافظة إلى مكان الحادث وتم رفع 4 جثث ونقل المصابين 3 منهم إلى مستشفى المنيا الجامعي لخطورة حالتهم من أبناء سنوسي وتم نقلهم مرة أخرى إلى مستشفى أسيوط الجامعي و3 آخرين من عائلة عبد الحكيم إلى مستشفى المنيا العام وسط حراسة مشددة على المصابين.
من جانيه، قال العميد مجدي سالم مدير المبحث الجنائية إنه تم دفن الجثث وسط حراسات أمنية مشددة وتطويق القرية لعدم تجدد الاشتباكات بين الطرفيين.
وأشار سالم فى تصريحاته لـ"أهل مصر"، إلى أن النيابة العامة عاينت موقع الحادث وقام الطب الشرعي بتشريح الجثث و إعداد تقرير بالصفة التشريحية لمعرفة سبب الوفاة.
كان اللواء مجدي عامر مدير أمن المنيا، إخطارا من العميد مجدي سالم مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد وقوع اشتباكات بقرية نزلة فرج الله، واستُخدمت فيها أسلحة نارية مما أدي إلي قوع قتلي.
جدير بالذكر، أن تحريات مباحث المنيا أفادت بأن قتلى قرية نزلة فرج الله، هم ،" أحمد-ع 20 عامًا، وشقيقته زينب 22 عامًا طالبة، و"محمد-ف" 52 عامًا، من عائلة عبد الحكيم، ومن عائلة سنوسني -ع" 71 عامًا".
أما المصابين في مجزرة قرية نزلة فرج الله، "عبد الرحمن-ا" 45 عامًا ، عمر-ا" 38 عامًا، أحمد-ا" 32 عامًا، منال –م" 44 عامًا، محمد ف" 43 عامًا، وعبد الحكيم –ف" 56 عامًا،"، وتنوعت إصاباتهم ما بين طلقات نارية بالزراعين الأيمن والأيسر والساعد والفخذ والصدر.