منذ اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي وتحاول إيران الاستفادة قدر الإمكان من الضغط على السعودية من خلال منابرها الإعلامية، ولقد استفادت إيران مراراً على الحسابات السعودية الخاطئة للحصول على النفوذ وحماية نفسها من العزلة الإقليمية.
وقالت شبكة "سي إن بي سي" الامريكية أنه في اليمن ، منذ عام 2015 ، أقامت طهران علاقة قوية مع الحوثيين المعارضين للتحالف السعودي ، ووفرت المزيد من التدريب والمعدات مما كان متوقعًا في بداية الحرب، أما في لبنان ، أظهر حزب الله ، وكيل إيران ، تضامنه مع رئيس الوزراء سعد الحريري عندما احتجزته السعودية لفترة وجيزة ، وتم تعزيزه بعد عودة الحريري إلى بيروت، وفي أزمة قطر ، قدمت طهران على الفور المساعدات الغذائية والسفر لتخفيف تأثير الحصار على الدوحة.
وتساءلت الصحيفة كيف ستحاول إيران استخدام هذه الأزمة الأخيرة لصالحها؟ وبسهولة، يمكنها أن تجني مكاسب الانتقادات الدولية ضد مناهضها الإقليمي القديم من خلال القيام بكل شيء ببساطة وقول شيء، يمكن أن يسمح هذا الوضع بصرف الانتباه عن الحجج حول الاتفاق النووي، وتدخل إيران في جميع أنحاء المنطقة، وبرنامج الصواريخ الباليستية،ويمكنها أن تراقب كما يمكن أن تؤدي الحالة إلى إضعاف العلاقات الأمريكية السعودية، ونتيجة لذلك، فإنها تشق جهود التنسيق الإقليمي الأوسع لاحتواء إيران.
كما تستفيد طهران من أي حركة تصاعدية في أسعار النفط، لقد هددت السعودية بالفعل بالانتقام من العقوبات باستخدام نفوذها هنا، وبالتالي ارتفعت أسعار النفط ، مما أفاد إيران في الأسابيع القليلة الماضية من مبيعات النفط قبل سريان مفعول العقوبات، أسواق النفط ضيقة بالفعل قبل عقوبات نوفمبر،وكانت إدارة ترامب تخطط للاعتماد على الرياض لتعويض النقص الإيراني، ويمكن لمثل هذا الشك أن يمكن إيران من الاستمرار في بيع نفطها بخصومات بعد فرض العقوبات.
وقال سانام فاكيل، وهو زميل أبحاث استشاري رفيع المستوى في مركز أبحاث تشاتام هاوس في المملكة المتحدة للصحيفة أن :"الآثار المترتبة على اختفاء جمال خاشقجي تُفيد إيران جيوسياسيًا"، مؤكدًا أن تصاعد الخلافات العالمية يظل رغبة إيرانية خاصة وأن ذلك قد يعني عدم مساهمة الرياض في إحداث توازن السوق العالمي للنفط".
وأخيراً، ستحاول إيران استخدام هذه الأزمة لإعادة بناء الجسور بهدوء مع السعودية ، سعياً في النهاية إلى خفض حدة التوتر، في السنوات الأخيرة ، قللت طهران من فعالية أجندة السعودية المناهضة لإيران، وركزت بدلاً من ذلك على تحديات أمنية أكبر نابعة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد مشاهدة ضغط الرياض الفعال ضد الاتفاقية النووية الإيرانية ودورها في تجميع التحالف الإقليمي المناهض لإيران، يدرك صناع السياسة الإيرانيون الآن أنهم بحاجة إلى سياسة سعودية أكثر فاعلية، قبل هذه الأزمة، واصلت الرياض رفض جهود التوعية الإيرانية علنًا، يبقى أن نرى ما إذا كانت طهران قادرة على قلب هذا المد وإقناع السعودية بإعادة الحساب.