الزمالك نادي القرن الحقيقي، جملة لطالما اعتدنا على سماعها من رموز الزمالك وإدارييه ومسؤوليه سواء سابقين أو حاليين، جملة تتردد كل بضعة أشهر في الوسط الكروي المصري، فتسارع جماهير النادي الأهلي العاشقة في إخراج المستندات وكل ما يثبت أحقية ناديهم بهذا اللقب، وعلى الجهة الأخرى تبدأ جماهير نادي الزمالك الوفية في الرد بالأرقام والبطولات التي حصدها فريقهم في هذه الفترة، لكن أين الحقيقة؟
كل شيء بدأ حينما أعلن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" في عام 2000 بأن النادي الأهلي هو نادي القرن العشرين فى القارة السمراء، من حيث عدد البطولات التى حصل عليها فى الفترة من بداية البطولات الأفريقية للأندية عام 1964 وحتى نهاية القرن.
وتسلم وقتها المايسترو صالح سليم الجائزة فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، بعدما سافر مع عدلي القيعى بالرغم من مرضه الشديد في تلك الفترة، وأكد خلال المؤتمر أن الأهلى سيكون متواجدا مرة أخرى بعد 100 عام للتتويج بلقب نادي القرن من جديد.
منذ تلك اللحظة وبدأت المنازعات حول أحقية النادي الأهلي بهذا اللقب من عدمها، وعن هل كان اللقب من نصيب نادي الزمالك وتمت مجاملة الأهلي أم لا.
- يستعرض لكم "أهل مصر" فيما يلي تفاصيل الأزمة من كل وجهات النظر المختلفة:
أولا: طريقة حساب نادي القرن الأفريقي من منظور "الكاف":
الاتحاد الأفريقي هو المصدر الرئيسي قبل بداية أي نقاش في هذا الصدد، لذا فمن البديهي أن نتعرض لطريقة احتساب النقاط، في التصنيف الأفريقي للأندية في ذلك الوقت.
عام 1994
فى بداية شهر يناير 1994 وقبل إقامة مباراة كأس السوبر الأفريقى بين الأهلى والزمالك بجوهانسبرج، أعلن الاتحاد الأفريقى عن التصنيف الأفريقى للاندية بمناسبة تنظيمه للبطولة الخمسين فى تاريخه ونشر الخبر فى الصحف المصرية صباح يوم 18 يناير من عام 1994.
وجاء الأهلى فى المركز الأول برصيد 34 نقطة يليه نادي "كوتوكو" برصيد 32 نقطة ثم "كانون ياوندى" برصيد 27 نقطة وجاء الزمالك في المركز السادس برصيد 19 نقطة، خلف الأهلى بـ 15 نقطة وهو نفس الأسلوب التراكمى الذى اختار به الاتحاد الأفريقى بطل القرن ولم يعترض او يشكو اى ناد من النظام المتبع فى ذلك الوقت لاحتساب النقاط وكان كالاتى:
4 نقاط للفائز بكأس افريقيا للأندية الأبطال الدورى، أو كأس أفريقيا للأندية ابطال الكاس( كاس الكؤوس الأفريقية ) أو كأس الاتحاد الأفريقي، و3 نقاط للوصيف فى كل بطولة، ونقطتين للفرق التى تصل للدور قبل النهائى وتخرج فى كل بطولة، ونقطة واحدة للفرق التى تصل لدور الـ 8 وتخرج فى كل بطولة، ونقطة واحدة أيضا الفائز بلقب السوبر الأفريقى.
عام 1997-2000
ومنذ عام 1997 إلى عام 2000 تم تغيير مسمى بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى إلى بطولة دورى رابطة أبطال أفريقيا ( دورى الأبطال )، وارتفع عدد مبارياتها إلى 12 مباراة بعد أن كانت تقام من 10 مباريات بداية من دور الـ 32 مثل كأس الكؤوس وكأس الاتحاد الأفريقى، لإقامتها بنظام المجموعات ابتداء من دور الـ 8 مع صعود أول كل مجموعة فقط للمباراة النهائية مباشرة، مع تطبيق النظام القديم فى توزيع النقاط فى بطولتي كأس الكؤوس وكأس الاتحاد الأفريقي، وكان احتساب النقاط كالآتي:
5 نقاط الفائز بدروى الابطال، 4 نقاط الوصيف فى دورى الابطال، 3 نقاط ثانى المجموعة الاولى والثانية، نقطتين ثالث المجموعة الاولى والثانية، نقطة واحدة رابع المجموعة الاولى والثانية.
عام 2001
ابتداء من عام 2001 تغير نظام الصعود من مجموعات دور الـ 8 ليصعد الأول والثانى من كل مجموعة إلى الدور قبل النهائى وارتفع عدد مبارياتها الى 14 مباراة ، مع تطبيق النظام القديم فى توزيع النقاط أيضا فى بطولتى كاس الكؤوس وكاس الاتحاد الأفريقي، وكان احتساب النقاط كالآتي:
5 نقاط للفائز بدروى الأبطال، 4 نقاط للوصيف فى دورى الأبطال، 3 نقاط للفرق التى تصل إلى الدور قبل النهائى وتخرج، ونقطتين للثالث فب كل مجموعة، ونقطة واحدة للرابع فى كل مجموعة.
ثانيا: وثائق الأهلي التي تثبت أحقيته في نادي القرن:
يستند النادي الأهلي في وثائقه على نشرة الاتحاد الأفريقي التي تم إصدارها عام 1994 والتي تنص على أن طريقة احتساب النقاط تتم وفقا لبطولتى الأندية أبطال الدورى والأندية أبطال الكؤوس كما يلى:
1- بالنسبة لبطولة الأندية أبطال الدورى وأبطال الكؤوس في نسختهما القديمة: يحصل البطل على أربعة نقاط ويحصل الوصيف على ثلاث نقاط ونقطتين للفريق الذى يبلغ الدور قبل النهائى ونقطة واحدة للفريق الذى يبلغ دور الثمانية .
2- وبعد تعديل نظام البطولتين: يحصل البطل على خمس نقاط ويحصل الوصيف على أربع نقاط وثلاث نقاط للفريق الذى يصل للدور قبل النهائى فى دورى أبطال أفريقيا، أو الفريقين أصحاب المركز الثانى فى مجموعتي الكونفدرالية، ونقطتين للفريقين أصحاب المركز الثالث فى دور المجموعات، ونقطة واحدة للفريقين أًصحاب المركز الرابع فى دورى المجموعات.
ويحصل الفريق الفائز ببطولة كأس السوبر الأفريقى على نقطة واحدة، بالإضافة إلى نقطتين فى حالة تأهل الفريق إلى بطولة كأس العالم للأندية التى انطلقت فى عام 1998 ثم توقفت ثم عادت مرة أخرى فى عام 2005.
واحتل الأهلى صدارة التصنيف الذي نشره الاتحاد الأفريقى في شهر يناير من عام 1994 برصيد 34 نقطة بينما جاء الزمالك فى المركز السادس برصيد 19 نقطة.
ونشر الاتحاد الأفريقى تفاصيل النقاط الحاصل عليها كل فريق وبالتالي تحديد مركز فى الترتيب، حيث وصل النادي الأهلى لدور الثمانية لبطولة الأندية أبطال الدورى مرتين وبطولة الأندية أبطال الكأس مرة واحدة، ووصل لنصف النهائى مرتين كلاهما فى بطولة الأندية أبطال الدوري، وحصل على المركز الثانى مرة واحدة فى بطولة ابطال الدوري، بينما حصل على بطولة أبطال الدورى مرتين ، وحصل على بطولة أبطال الكؤوس أربع مرات.
وعلى أساس مشاركات ونتائج الأهلى حتى عام 1994 حصل على المركز الأول فى التصنيف المعتمد من الكاف برصيد 34 نقطة، بينما جاء فى المركز الرابع فريق "أشانتى كوتوكو" الغانى برصيد 32 نقطة، وجاء فريق "كانون ياوندي" الكاميرونى فى المركز الثالث برصيد 27 نقطة، وجاء فى المركز الرابع فريق الانجلبيرت " مازيمبى حاليا " من الكونغو الديموقراطية برصيد 20 نقطة ، واحتل "هافيا كوناكرى" الغينى المركز الخامس برصيد 19 نقطة، بينما حل الزمالك أخيرا في المركز السادس برصيد 19 نقطة.
ثالثا: حجج نادي الزمالك لإبطال أحقية الأهلي في نادي القرن على حسب أقوال العديد من رموزه ومسؤوليه:
في نهاية القرن الماضي منح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "الكاف" اللقب لمصلحة النادي الأهلي برصيد 40 نقطة، متفوقا على الزمالك بثلاث نقاط، ولكن بعد ذلك بأيام منح المركز الدولي لإحصاء كرة القدم (IFFHS) اللقب لنادى الزمالك نسبة إلى عدد البطولات التي يتفوق فيها الزمالك ببطولتين، ثم أخيرا منح مركز أرقام وإحصاءات كرة القدم (RSSSF) اللقب نفسه لمصلحة نادى الزمالك للمرة الثانية نسبة إلى عدد البطولات أيضا، ليحصل الزمالك على اللقب مرتين مقابل مرة واحدة فقط للنادي الأهلي.
اعتمدت كلا من منظمتي (IFFHS و RSSSF) التابعتين للفيفا على عدد البطولات التي حققها كل النادي خلال القرن الماضي مع أفضلية واضحة لدوري الأبطال عن أبطال الكأس أو الاتحاد الأفريقي، ولذلك تم اختيار الزمالك بناء على ذلك كنادي القرن على مستوي القارة الإفريقية، وهذا هو نفس المبدأ الذي اعتمدت فيه المنظمتين على اختيار نادي القرن الأوروبي والأمريكي الجنوبي.
ولكن الكاف أخطا خطأ فادح جدا بطريقة احتسابه لعدد النقاط، جاء لنا بحسبة جديدة ولا نعلم لماذا هو الاتحاد الوحيد على مستوي الاتحادات القارية جميعا الذي قام بتلك الخطوة، فقام الاتحاد بعمل طريقة معينة لحساب عدد النقاط بناء على عدد المشاركات وليس عدد البطولات.
وبناء على طريقة حساب الاتحاد الأفريقي فسوف يأتي في التصنيف الأول الفريق الذي حقق 40 نقطة دون أن يحقق أي بطولات، وسوف يأتي في المركز الثاني الفريق الذي حصد 35 نقطة بالرغم من تحقيقه لسبع بطولات، وبالطبع هذه طريقة خاطئة تماما وغير مقنعة في كيفية حساب النقاط.
وبهذه الطريقة وفقًا لوجهة نظر الزمالك، اختار الاتحاد الأفريقي النادي الأهلي كنادي القرن عن القارة الإفريقية، ونشر الإعلام خبر حصول النادي الأهلي علي نادي القرن الافريقي، ولم يتطرق أحد لاختيار منظمتي (IFFHS و RSSSF) التابعتين للفيفا، لنادي الزمالك كنادي القرن الأفريقي، وتناسي الجميع ذلك ولم يتحرك أحد لبحث تلك القضية ولإثبات أحقية نادي الزمالك في لقب نادي القرن الإفريقي.