حكايات الرٌعب والتعذيب داخل فيلا "علاج الإدمان" بحدائق الأهرام: "بيعاملونا زي الحيوانات المفترسة" (فيديو وصور)

من بين الفلل المتناثرة بدقة وهندسة معمارية تصر الناظرين في حدائق الأهرام، تستقر على ضفاف إحدى الشوارع الهادئة فيلا حسنة المظهر من الخارج، يجلس أمام البوابة حارس يستظل بالشجرة العاتية التي نمت إلى جوار السور، ما يحدث داخل هذا المبنى الذي لا يحمل أي لافتة تدل على وظيفته سوى ما يتداوله الجيران بأنه مركزًا لعلاج الإدمان والتأهيل، ليس معروفًا على وجه الدقة، لكن لدى النزلاء الذين تمكنوا من الهروب خلال الآونة الأخيرة حكايات مُرعبة عما يحدث في الداخل، ربما تشبه في تفاصيلها أفلام الرعب.

كان الهدوء يسيطر على الحي، الكلاب الضالة تنتشر في صمت لا يزعجه سوى هدير محركات السيارات، بينما تقترب سيارة "سوزوكي" (تمناية) من بوابة الفيلا المشبوهة، ثم تلقي بمجموعة من "المدمنين" أو هكذا اعتبرهم شهود العيان إلى الداخل، بعد هذا المشهد بأقل من 24 ساعة، تمكن أكثر من 8 مدمنين في مركز علاج الإدمان بحدائق الأهرام من كسر السور الحديدي للفيلا بالإضافة إلى تفكيك الدواليب ليتمكنو من الهرب، وبالفعل هربو ولكن بعد ثلاث ساعات من الاشتباكات بين عامل المركز بمعاونة الفريق المتعافي الذي من المفترض أنه يقضي فترة تأهيلية بالمركز، بينما كان من بين الهاربين هؤلاء الذين تم شحنهم بالأمس إلى داخل الفيلا ولم يتمكنوا من الصمود أكثر من 24 ساعة.

وفقًا لروايات الأهالي وشهود العيان، فإن ما حدث ليلة هروب "المدمنين" هو أن اشتباكات اندلعت بين الطرفين استخدمت فيها أسلحة بيضاء "المطواة" والأحزمة الجلدية، ولكن باءت محاولة المشرف بمنعهم بالفشل وتمكنوا من الهرب مرتدين ملابس داخلية بعد كسرهم الباب الحديدي للشرفة، فاستخدمو مراتب السرائر كقوالب للقفز عليها، ومن ثم تمكنو من السير على سور الفيلا، وفور علم مدير المركز الذي لم يكن في واقع الأمر طبيب أو معالج نفسي بل مجرد مستأجر لفيلا للتربح ليس إلا، قرر الهرب ومعه أعوانه من "البودي جارد".

على مدار 12 عامًا ظل هذا المكان مركزًا لعلاج الإدمان.. تختلف أسماء مراكز الأحتيال ولكن المحتوى واحد، من دون ترخيص أو مسائلة من أي جهة مثله مثل العشرات غيره بمنطقة حدائق الأهرام، التي عانى أهلها من كثرتهم وسط الأحياء والفلل خشية على أرواحهم، ووصل عددهم إلى أكثر من 50 مركزًا بالحدائق وربما أكثر على حد قولهم، فالمركز الواحد يتسع لأكثر من 60 مدمنًا ومتعافي، في حين يؤكد الأهالي أن تلك المراكز تتلقى شهريًا من أهالي المرضى آلاف الجنيهات كل شهر أملا في معافاة ذويهم، بالإضافة إلى مبلغ إضافي مقابل شحن المريض رغمًا عنه إلى المركز.

يروي "أسامة" (اسم مستعار) وهو مهندس تجاوز الـ30 عامًا، والذي كان أحد المدمنين بالمركز، ما يحدث بالداخل من سوء معاملة وصفها بـ غير الآدمية، ليقول: "يجلبون لي الطعام من تحت عقب الباب كالحيوان المفترس بالإضافة إلى ألفاظهم البذيئة التي اعتدنا على سماعها بشكل يومي، فكنا نعامل كالحيوانات بل وأقل".

وعقبت "صباح" أخت أحد المدمنين المتعافين بالمركز بأنها كانت تدفع 15 ألف جنيه كل شهر لعلاج أخيها من إدمان البودرة وفوجئت بعودة أخيها فور هربه وعندما طالبت بمبلغها التي دفعته مقدم لأشهر ثلاثة أبلغها صاحب المركز قولا واحدا: "ملكيش فلوس عندنا.. شطبنا".

وعلى الرغم من أن المفترض أن تكون المراكز المخصصة للإدمان مقسمة لقسمين علاج ومن ثم إعادة تأهيل إلا أن مراكز حدائق الأهرام بعيدة كل البعد عن تلك القواعد كبعدها عن أعين الرقابة، حيث ضمت القسمين معًا، لذا كان ذلك سببا كافيًا لانتكاساتهم المتكررة فالمهم والأهم لغة الأرباح كما أقر الحاج "ربيع" حارس العقار المجاور لفيلا المركز.

فيما أكد "خالد" صاحب العقار المجاور لفيلا المركز أن تلك لم تكن المرة الأولى التي حاول أحدهم الهرب، فسبق هرب شخص ما من مدة واستنجد بجميع ممن كانو بالشارع حينها، قائلا: "قطعونى حتت ومترجعونيش هناك تاني.. بيعذبونا" ولكن وقف سكان الحى أمام صاحب عقار جشع لا يهمه من المستأجر أو ماذا يفعل دون أي دراسة أو خبرة بمجال العلاج، مادام يدفع إيجاره لا أحد يتدخل.

يذكر أن السيدة منى وزوجها أصحاب العقار مجاور لفيلا المركز صادفو سيدة تدفع للمركز ليشحنو زوجها، ولم يكترث المركز بعمل أي تحليلات ليتأكد من إدمانه أو عدمه، مما يعني أنه يمكنك الادعاء بأن أي شخص مدمن وتدفع للمركز ما يخبرونك به لتتخلص منه لمدة تتوقف بتوقفك عن الدفع، ويظل حبيسا كالفأر بالمصيدة على الرغم من عدم صحة دعواك.

لم يطيق "وليد" أحد الجيران، أن تكون فيلا مركز الإدمان الانتظار وأعلن عن نيته تقديم مذكرة للنائب العام ضد هذا المركز خشية رجوع صاحب المركز ليستأنف أعماله مرة أخرى، ولكن كان من الغريب عدم معرفة أهالي المنطقة لاسم مستأجر المركز أو هويته، وأضاف أنه كان ودود جدا لدرجة تجعلك تشك ما المقابل لذلك؟ وعندما اكتشفو خبايا الأمر علموا بأن المقابل هو الصمت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً