محافظ كفر الشيخ في حوار لـ"أهل مصر": أحلت 3 آلاف موظف للتحقيق تنفيذًا لتعليمات الرئيس.. وأعمل 16 ساعة يوميًا (حوار)

الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه

لست في خصومة مع أحد.. والمسؤول اللي هيجيب أقل من 60% في التقييم هحرمه من الحافز

المنصب لم يعد وجاهة اجتماعية.. وبمضي البوستة وأنا بكلم عيالي

بكيت لوفاة عمتي.. وحضرت الجنازة ثم عدت لممارسة عملي

أكد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، أن قراراته المتتالية بإحالة الموظفين والأطباء للتحقيق، تأتي في إطار الانضباط الإداري للدولة وتقليل الفساد، مشيرًا إلى أنه ليس له خصومة مع أحد، لكنه يطبق تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تقليل الفساد بأنواعه، موضحًا أن ميكنة الخدمات الحكومية ستحل جزءًا كبيرًا من المشكلات الحالية، وتقلل نسبة الفساد المالي والإداري وتلقي الرشاوي.

وأوضح محافظ الإقليم، في حوار لـ«أهل مصر»، أن الوظيفة أثرت على عائلته وأسرته تأثرت بغيابه، لكن الفترة الصعبة تحتاج لجهود المخلصين، وأن الرئيس السيسي أصدر تكليفات لجميع المحافظين بالتعامل بجدية مع جميع الملفات والمشروعات المتوقفة، وعدم إعطاء وعود للمواطن لن تنفذ، وإدارة الموارد واستغلالها بشكل جيد، مع تحسين الخدمات للمواطنين، وتقديم حوافز للمستثمرين لجذب الاستثمارات التي ستعود بالنفع على المواطن. وإلى نص الحوار..

*قلت في تصريحات سابقة إنك أكثر محافظ يحيل الموظفين للتحقيق.. فما السبب؟

نعم أحلت أكثر من 3 آلاف موظف للتحقيق، وذلك لتحقيق الانضباط الإداري وتقليل الفساد، وهذه أولى تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي لنا جميعا، من يحولون للتحقيق «مزوغون أو غائبون»، لا يقدمون خدمة لمواطن ويتقاضون مرتبات من الدولة، غياب الطبيب قد يتسبب في وفاة مريض، والموظف يتسبب في تعطيل مصالح الناس، وأنا هنا لخدمة المواطن وكل موظفي الدولة لخدمته، لست في خصومة مع أحد ولا أعرف أحد لكنني أطبق القانون ومن منطلق مسؤوليتي التي سأحاسب عليها أمام الله.

*ما هو أصعب موقف مر عليك أثناء توليك المسئولية؟

أصعب موقف مر بي عندما توفيت «عمتي»، التي ساهمت في تربيتي قبل تولي مسئولية كفر الشيخ بأيام قليلة، ووقتها سافرت لحضور الجنازة وعدت بعد انتهاء مراسمها لمكتبي لأمارس عملي، وكان موقف صعب جدًا وتأثرت نفسيًا، وقولت لنفسي «قد كدة مش قادر أدي وقت للحاجات اللي هي حق عليا، وغايب غياب تام وأنا معنديش ولاد»، لكنني عدت وتذكرت أن هذا موقف من ضمن مئات المواقف التي يمر بها الشعب المصري وأن المسئولية الكبيرة بالطبع هي حق علي.

*كيف يتعامل محافظ كفر الشيخ مع المواطنين في الشوارع؟

«معروف عني إن بنزل الشارع وبسمع المواطن».. لكن المحافظة تحتاج لترتيب البيت من الداخل، لأنني عندما أنزل للمواطن ويطلب مني خدمة لابد أن أكون على دراية بها وأن أحل مشاكله جذريًا.. «سهل أوعد مواطن وأريحه ومحققش حاجة لكن أنا يا أحل يا أقول للمواطن مش هقدر، معنديش كلام طبطبة».

وتذكر المحافظ خلال إجابته موقفًا مع أحد المواطنين، فأردف: «جالي مواطن قالي أنا من 2004 مش لاقي حل لمشكلتي رديت عليه قولتله وأنا هدرس الأول علشان متجيش 2028 تقول أنا بحكيها من 10 سنين، الراجل أتبسط وقال كانوا قالولي كدة من الأول، عاوز أحس أن المواطن بيشوف الدولة بشكل مختلف، بتقول هعمل دى يبقى هعمل في الميعاد وتعالى حاسبني.. ثقة المواطن في الدولة لو زادت أكثر من 80% من المشاكل هتتحل.. أنا بتصرف ببساطة والناس فاكرة أن البساطة والحسم والحزم متعارضين».

*متى سيتم الانتهاء من ميكنة الخدمات وتحسين أداء المراكز التكنولوجية؟

أُبشر الأهالي بأن كل المراكز التكنولوجية ستعمل خلال أقل من شهرين، وستؤدي كل الخدمات للمواطن بسهولة، لأن مقدم الخدمة لن يلتقي مع طالب الخدمة ووقتها «مفيش درج هيتفتح»، مما سيقلل نسبة الفساد الإداري والمالي حتى ينتهي تمامًا، وسيكون لدي مؤشرات تُسمى مؤشرات الأداء أستطيع من خلالها مراقبة كل ما يحدث، وتواصلت مع وزيرة التخطيط.

*ما هي أهم المشروعات التي ستعيد تشغيلها في المحافظة وكيف ستعود بالنفع على المواطن؟

هناك نوعين من المشروعات، الأول والأهم هو البنية التحتية والصرف الصحي، ووجدت نسبة تنفيذه بالمحافظة متدنية جدًا، والرئيس يعلم ذلك جيداً ، لكننا لدينا خطة لتوصيله بنسبة 46.5% في نهاية 2022، وحصرنا 26 قرية سيتم إدراجها في المشروعات الجديدة في خطة الدولة، وبالمشاركة المجتمعية، نحتاج أن يوفر الأهالي قطعة أرض ما بين 300 لـ400 متر لإنشاء محطات، لوجود عجز في أراضي أملاك الدولة، وسيكون هناك إجراءات مُيسرة للمواطن الذي يتبرع، وأصدرت قرارًا بسرعة إصدار التراخيص وصلاحية الموقع وإلغاء لجان البت فيها. هناك أزمة ثقة بين المواطن والجهات التنفيذية، فعندما توليت المنصب فوجئت أن هناك مشروعات كاملة وجاهزة للافتتاح لكنها متوقفة على مرور 50 أو 150 مترًا من أمام المنازل على سبيل المثال، المواطن يرفض الحفر أمام منزله خوفاً من حدوث تصدعات، اتخذت قرارًا بتمكين الشركات من تنفيذ المشروعات، مع إعطاء المواطن جميع الضمانات، سواء شهادات صلاحية، أو كتابة تعهد، وعندما كنت محافظ دمياط وصلت نسبة الصرف الصحي لأعلى من 90% بفضل جمع كل الجهات المختصة في وقت واحد وإرساء مبدأ المحاسبة، وأجتمع بالمواطن الذي يعترض وأفاجأ أن المشكلة تُحل «في قعدة.. القعدات بتحل كتير من المشاكل».

*قيل أن وحدة الرصف والورشة المركزية لا تدر دخلاً على المحافظة فما الغرض من إنشائهما؟

كان الغرض من إنشاءهما في عهد المحافظ السابق، اقتصاديًا بحتًا، ونية رائعة، يمنع استغلال المقاولين، لكنهما لا يقومان بمهام عملهما كاملة، نظراً لعدم وجود عمالة بهما، وسأعظم استخدماتهما، ولا يستطيع العاملون صيانة للورد «كاتر بلار» وعربية 50 طنًا.. «معنديش صنايعي ولا أدوات، ودفعت ملايين على الفاضي الورشة المركزية مبتصلحش».

* أبديت تعجبك من تعيين معظم رؤساء المدن بالتعاقد فهل هناك تغييرات مرتقبة؟

أقول لرؤساء المدن لدي شيئين النظافة والإضاءة «مش هيكلفوك حاجة، بس هيسعدوا الناس»، وفرت معدات بمليارات الجنيهات، وقدمت نظام لتقييم رؤساء المدن فيه حوالي 11 عاملًا أهمها رضا المواطن والبنية التحتية، وسأرسل لجانًا للمرور أكثر من مرة ومعهم رئيس المدينة، وسيوقع على العيوب ويأخذ تقييم، ومن أول شهر أكتوبر «هسيب شهر تقييم»، وفي 30 أكتوبر «هقعدهم كلهم في قاعة وأعمل عرض هكشفهم قدام بعضهم»، والأقل من 60% في التقييم لن يحصل على الحافز.. «هيبقى فيه انضباط ومنها أعرف على أرض الواقع بعيداً عن سماع الكلام والواسطة وغيرها.. أنا بشتغل من 14 لـ16ساعة وممكن تزيد وبمضي البوستة وأنا بكلم عيالي».

*كم يتقاضى محافظ كفر الشيخ نظير عمله «الشاق»؟

مرتبي مثل الجميع محدد بقانون، ولا أتقاضى مليمًا خارج مرتبي الأساسي، لدينا منظومة الدفع الإلكترونية، وضعتها وزارة المالية وتسجل ما أحصل عليه ومن أي جهة، ولا يوجد أي تعامل بين الجهات الحكومية إلا على السيستم المراقب مالياً، وأكتب إقرار شهري أنني لا أتقاضى مليمًا إضافيًا غير مرتبي، وإقرارات الذمة المالية موجود في كل الجهات، يمكن مسائلتي قانونيًا بعد تركي الوظيفة بـ5سنوات، أريد ترك الكرسي نظيفًا وسأعمل على ذلك.

*حدثنا عن حياتك الشخصية بعيدًا عن ديوان المحافظة؟

أنا متزوج ولدي أسرة مكونة من زوجة و3 بنات، اثنتين تزوجن والأخرى ستتزوج بعد شهور قليلة، ولدي 3 أحفاد، أسرتي جميلة، متفهمة لطبيعة عملي، الأسرة تظل هي الجزء الذي لا يمكن إخراجه من القلب، زوجتي تدير البيت بشكل جيد وبناتي متفهمين، وأزورهم نصف يوم في الأسبوع، وأتحدث إليهن مرة واحدة لدقائق معدودة فى اليوم ليلاً عندما أعود لاستراحتي، أثناء إمضائي «البوستة»، مستوعبين الضغوط النفسية والعصبية، ومتأثرين بغيابي، لأنني لا أصطحبهن معي في مكان عملي، وطوال مسئوليتي بدمياط لم يزرنها سوى مرتين فقط، ولن أصطحبهن لكفر الشيخ إلا للزيارة أيضًا، الوظيفة تؤثر بشكل مباشر على الأسرة الصغيرة، والجوانب العائلية تتأثر أيضًا بشكل كبير.. «أنا كنت شخص عائلي أقوم بكل الالتزامات، لكنني الآن لم أستطع القيام بواجباتي والمنصب مبقاش وجاهة بقى ضغط عصبي وحمل كبير وكلمهم بيدعولي».

من النسخة الورقية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً