بوجة بشوش وإبتسامة رضا، تجلس مرأة تحدت العالم أجمع للوصول كيفما تريد إستطاعت هزيمة الصحاب والعمل ليل نهار حتي توفر لقمة عيش برزق حلال لأبنائها هذا هو حال عزيزة ثابت إبراهيم 62 عاماً « المرأة الحديدية » فتقول كان زوجي يعمل في الكهرباء، ولكن لم يمر 5 أعوام علي عملة بها فتوفي وهو في الـ 40 من عمرة، ومازلت انا في الـ 30 من عمري، ولم أحصل علي معاش وبيتي بالإيجار في هذا الوقت كان لدي 8 أطفال وكنت حاملاً بإثنين أخرين ليكتمل العدد بعد الولادة بـ 10 أطفال لا أعلم من أين سأقوم بتدبير طعامهم، وتوفير الحياة لهم كنت حينها أقطن بمدينة شبرا بالقاهرة .
وأضافت «عزيزة» كانت نفسي عزيزة من أن أقوم بمد يدي إلي الآخرين لإخبارهم بحاجة أبنائي إلي تناول الطعام، فقمت لأعمل أكثر من مرة في اليوم وأثناء عملي ذات يوم سقطت من أعلي درج لتصاب قدمي اليمني بالإضافة لبعض الكدمات العميقة بجسدي لأفكر بعد ذلك بـ عمل أخر كان وقتذاك «عبير، وتهاني» مازالا أطفالٍ رضع ففكرت بالعمل علي عربة بطاطا وبالفعل قمت بشراء عربة بطاطا وربطها من الجانبين بجسدي ووضع إبنتي داخل العربة من الأسفل لانهن لازالا في مرحلة الرضاعة .
«أيواا البطاطاا» هكذا تابعت عزيزة حديثها لجريدة"أهل مصر" كنت أقول بغسل وتنظيف البطاطا جيداً ومن ثم شويها داخل العربة والنداء في الشوارع علي من يرغب بتناول البطاطا، ولم أستطع ان اتحمل العربة كثيرا نظراً لمرض أبنتاي من حرارة العربة وقلة شراء البطاطا مؤكدة ”مكانتش جايبة همها“ .
وواصلت عزيزة قائلة قمت ببيع عربة البطاطا وإستبدالها بعربة غزل بنات حيث قمت بشراء الألة وإستعمال "طشط" لإقامة الحلاوة بداخلة "عزل بنات"، وأخذت أعمل حتي رأيت ان الشغل دا مش جايب همة لأقرر أخذ أبنائي إلي أخي بقرية جريس التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، لعدم إستطاعتي العيش هكذا وعدم دفع الإيجار، فإستقبلني أخي فأخذت أسافر كل يوم من الخامسة صباحاً في قطر أشمون القاهرة لأرجع في قطار السابعة، وذلك لعملي بالقاهرة، وكنت أرجع يومياً أجد بناتي و هلكهن التعب من ماتقوم زوجة أخي لهن من حمل الأسياء الثقيلة علي روؤسهن فقمت بالإنتقال إلي مركز أشمون والسكن بالقرب من محطة القطار .
وإستكملت عزيزة كلامها قائلة «بيتي مدخلهوش لحمة لأكتر من سنة» مستكملة قائلة لم يكن معي المال الكافي للقيام بشراء اللحمة لإطعامها لأولادي فقد كان لدي بعض الخبز وقطعة سمنه فأقوم بإشعال النار علي السمنة ووضع الخبز لجعلة طرياً، ومن ثم إطعامة لأطفالي بدون أي إضافة .
وتضيف ضاحكة ”كان إبني صلاح من النوع الطفس شوية يروح جايب البرطمان ويحط فية طوبة ويقعد يقول أيوا اللحمة ليضيف المرح إلي الغذاء، فضلاً عن الأيام التي كان يحدث بها بعض المواقف السيئة وقبل ان يشعر أبناىي بوجود شيء كنت أخبرهم بأن يأخذوا بعض الأدوات للتطبيل عليها قائلة لهم .. يلا نغني ليستمع الشارع بأكملة إلينا معتقدين بوجود فرح داخل المنزل، فحدث ذات يوم انه قام رل بذبح عجل أسفل منزلنا واخذ يندة لحاجته للمياة قائلا عاوز إزازة مية أشرب فطلعتلة إزازة مية وقولتلة معلش مش ساقعة علشان معندناش تلاجة، فبعد ذبحة للبقرة أرسل إلينا 2 كيلو من اللحوم ففرح أبنائي كثيراً وقمت بطهيها لأبنائي وناموا بعدها مباشرة لملىء بطونهن، فصلاً عن ذلك أصبحت مسافرة من الصباح حتي المساء في القاهرة فضلاً عن إصراري الكامل بتعليم أبنائي للحصول علي المراكز العليا .
وتؤكد عزيزة تعبت من السفر كثيراً فقررت الإنتقال لمنزل أخر بشارع متفىع من شارع صلاح الدين بمركز أشمون، بالإضافة إلي شراء فرن "أفرنجي" للعمل وصنع الرقاق والفطير بجوار أبنائي حرصاً علي تعليمهم لأتمم رسالتي وأؤكد لوالد زوجي انني إستطعت تربية أبنائي أفضل تربية بدون مد يدي لأحد ليصبح أبني الأكبر صلاح مفتش فى وزارة الطيران المدنى ودكتور فى القانون الدولى، وإبني الثانى وليد محاسب بإتحاد الاذاعة والتليفزيون، وإبني الثالث أحمد محاسب، والرابع محمد مصور، والخامس شريف معهد فنى تمريض، بالإضافة لتفوق إبنتي تهانى والتخرج من كلية التجارة، سحر معهد فنى تمريض، وحصلت أميرة ونيرمين ومنى على معهد فنى تجارى وقمت بتزويجهن جميعاً .
إعتقدت عزيزة بأنها هكذا قد قامت بتأدية واجبها ولكنه ليس كذلك فقد قام أحد أبنائها بتطليق زوجتة وإرسال إبنة حسام وإبنتة حبيبة إلي والدتة لتبدأ رحلة الكفاح من جديد ليحصل حسام علي مجموع 83 % في الثانوية التجارية وإلتحاقة بكلية التجارة جامعة مدينة السادات، وحبيبة بالصف الثالث الإعدادي وتريد الإلتحاق بالثانوية العامة والإلتحاق بالجامعة .
هذا وقد بدأت رحلة الكفاح للمرأة الحديدية مرة أخري لتربية نجلتيها بصنع يدها الرقاق والفطير .
والجدير بالذكر انه قد سعت بناتها الخمس لتكريم والدتهن ليتم تكريمها بالأم المثالية علي محافظة المنوفية .
وتختتم عزيزة كلامها قائلة إصبروا وإحتسبوا عند الله فالصبر جميل للغاية والله لا يرجع أي سائل لدية خائب، وأتمني ان أقوم بزيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج داعية لله ان يختم حياتها بالخاتمة الحسنة .