أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية دراسة تحليلية (كمية وكيفية) لمضمون أعداد صحيفة النبأ الداعشية الإرهابية، وهي صحيفة أسبوعية تصدر عما يسمى بديوان الإعلام المركزي التابع للتنظيم، التي صدرت في العام الهجري 1439هـ المنصرم. وقد بلغت العينة التي تناولتها الدراسة (47) عددًا.
وتعد صحيفة النبأ الداعشية الإرهابية مرآة عاكسة لفكر وممارسة التنظيم الإرهابي تحترف التضليل في أخبارها وافتتاحياتها ومقالاتها وتصميمات الإنفوجراف التي تنشرها. كما أنها أداة إعلامية تنتهج استراتيجية التنظيم في الصدمة والرعب، فعناوينها وأخبارها ومقالاتها تصدم متصفحها بالدماء والأشلاء والتكفير.
وشملت العينة (331) خبرًا، من بينها أخبار مُجمَّعة عن عمليات قام بها تنظيم داعش في عدد من الدول، وتضمنت العينة (223) مقالًا تم رصدها وتحليل مضمونها و7 إنفوجرافات.
وأكَّدت الدراسة أن ما تبثه هذه الصحيفة يصد عن سبيل الله، فهي مليئة بكل ما ينفر القارئ من الصور المشوهة للإسلام التي يقدمها هذا التنظيم الإرهابي من دماء وخطاب تكفيري يشمل العالم فيما سوى التنظيم، وهو ما ساهم في تغذية التوجه نحو الإلحاد.
وكشفت الدراسة أن صحيفة النبأ التي كانت تمثل أداة التنظيم لتصدير صورة إيجابية عن إنجازات التنظيم في الداخل وما يحققه من انتصارات -حسب زعمهم- وتصدير خطاب تجنيدي في الخارج منذ عام 2014 وحتى نهاية 2016؛ باتت رسائلها اليوم تدل على حدوث اختلال في خطابها والتركيز على صور معاناة التنظيم الداخلي وتحليل أسباب الهزيمة ومعالجة الانحرافات أكثر من كونها أداة مصدرة للخارج.
وكشف تحليل الصحيفة على مدار العام عن سبع أزمات هيكلية ضربت التنظيم، هي:
-خسارة التنظيم الرهان على الفروع الكبرى ومنها "ولاية سيناء" في مصر بعد العملية الشاملة.
-تزايد أعداد الفارين والمنشقين من داخل التنظيم وحدوث انقسامات وخلافات حادة داخلية بين صفوفه بعد الهزائم التي لحقته.
- تفكك العقيدة القتالية والدعوية لدى عناصر التنظيم.
-الإفلاس القيمي والإعلامي لدى التنظيم.
- التراجع الشديد في التخطيط المركزي وغياب الاستراتيجيات الكبرى التي يسير عليها التنظيم.
- انتشار ضعف القوة الإيمانية والنفسية لدى عناصر التنظيم وفقدانهم الثقة بالتنظيم.
- انتشار المعاصي وغلبة الشهوات والانحرافات السلوكية بين عناصر التنظيم.
وقدمت الدراسة عددًا من التوصيات الضرورية للتصدي لتلك الدعايات السوداء من صحيفة النبأ وغيرها من الأدوات الإعلامية لدى العناصر التكفيرية، أهمها، إيجاد آلية تضمن استبدال المحتوى العنيف بمحتوى آخر معتدل يفكك ويدحض المحتوى العنيف ويفرغه من مضمونه، بشكل يضمن أن تكون المواد المعتدلة والمناهضة للعنف هي النتائج الأولية لعمليات البحث عن المحتوى العنيف.
إضافة إلى حظر الوجود العنيف على المنصات الإلكترونية والعمل على حذفها بشكل سريع وعاجل، وملاحقتها في كافة المنصات المنتشرة في مختلف الدول، وذلك بالتعاون مع المؤسسات والشركات التكنولوجية العملاقة ومحركات البحث العالمية، والعمل على إيجاد منصة عالمية تقوم بنشر وفضح المغالطات والأكاذيب التي ترد في إصدارات التنظيمات التكفيرية وخاصة فيما يتعلق بالعمليات الإرهابية وضحاياها وسير المعارك والسيطرة على المناطق والمدن.
إضافة إلى البحث العلمي والأمني لإصدارات التنظيمات الإرهابية والكشف عما إذا كانت تحتوي على رسائل مشفرة لأعضاء التنظيم بخصوص القيام بالأعمال الإرهابية، ويمكن أن يكون هذا العمل البحثي بشكل تكاملي بين المؤسسات البحثية والمؤسسات الأمنية.