أنهى "الكفن" ومليونا جنيه، خلافًا ثأريًا، امتد لـ6 سنوات، بين عائلتي "خاطر" و"رمضان" بقرية البهسمون التابعة لمركز إهناسيا، عقب تدخل الأجهزة الأمنية ولجنة المصالحات وفض المنازعات بالمركز، للوصول للصُلح بين طرفي الخلاف.
وعُقدت جلسة الصلح، بين الطرفين تحت مظلة أمنية، اليوم الأحد، بالساحة الشعبية، بمدينة إهناسيا، بإشراف وحضور اللواء محمد الخليصي، مساعد وزير الداخلية لقطاع شمال الصعيد واللواء جرير مصطفي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن بني سويف، والعميد مصطفي ضبش، مدير إدارة البحث الجنائي ومأمور مركز إهناسيا والمقدم لملوم عبد الوهاب، رئيس مباحث إهناسيا، وقيادات أمنية، بالتنسيق مع الأمن العام .
جاء ذلك فى حضور النائب على بدر، عضو مجلس النواب عن الدائرة، والمحاسب يحيى ياسين، رئيس مركز ومدينة إهناسيا والشيخ محمد المسيدي، القيادي بمديرية الأوقاف والشيخ سلامة الريدي، القارئ بإذاعة القرآن الكريم، وأعضاء المجلس العرفي ولجنة المصالحات وفض المنازعات ورجال الدين وعمد ومشايخ قرى المركز ورؤوس العائلات وأفراد العائلتين.
وقّدم أحد أفراد عائلة "خاطر" الكفن الرمزي إلى المجنى عليه، من عائلة "رمضان" وتحديد مبلغ مالى قدره مليوني جنيه، شرطاً جزائيًا فى حالة الإخلال بشروط الصلح، وتم التصالح والتراضى والتعهد بالتنازل عن القضايا القائمة بينهما، وتصافح الطرفان، وسط سعادة الحضور لإنهاء الخلاف الثأري بين العائلتين.
وتبادل أفراد العائلتين التصافح والعناق، مرددين قسم الصُلح الذى تلاه الشيخ محمد المسيدي، القيادي بمديرية الأوقاف، على إنهاء النزاع فيما بينهما وعدم العودة للخصومة مجددًا وتعهدهم بالإلتزام بشروط الصلح وعدم العودة إلى أسباب النزاع، وسط صيحات التهليل للحضور من أهالى القرية والقري المجاورة "الله أكبر.. الله أكبر" ابتهاجًا بإتمام عملية الصلح وتراضي الطرفين وطي صفحة الخلاف بينهم.
وأكد اللواء جرير مصطفي، مدير أمن بني سويف، فى كلمته خلال الجلسة العرفية، أن حقن الدماء والتسامح والحفاظ على الأرواح هو واجب ديني وعمل سامي تحث عليه جميع الأديان السماوية لنشر الألفة والمحبة والأمن والأمان والسلام بين المواطنين .
وأضاف مدير الأمن، أن كبار العائلتين اتفقوا على إنهاء الخصومة عقب مساعي الصلح الودي، التي سعى إليها نائب الدائرة وأعضاء المجلس العرفي والمحكمون، والتي لاقت قبول طرفي الخلاف، ولمسنا تعاونهما في إنهاء النزاع والرضاء بما توصلت إليه لجنة التحكيم.
وأشار مدير الأمن، إلى إنه التواجد الأمني ومساعي لجنة فض المنازعات، كانا لهما الأثر الأكبر في التوصل لاتفاق الصلح، الذي يأتي في إطار سياسة الوزارة وخطه العمل بالمديرية، التي تستهدف إجراء المصالحات بين أطراف الخصومات الثأرية حقنًا للدماء، ولصالح الأمن العام، مشيدًا بالجهود التي بذلت من لجان المصالحة ورجال الأمن في إنهاء النزاع بين العائلتين.
وتعود أحداث الخلاف بين العائلتين، لعام 2012 عندما تلقت مديرية أمن بني سويف، إخطارًا من مركز شرطة إهناسيا، يفيد بوقوع مشاجرة بين عائلتي "خاطر" و "رمضان" بقرية البهسمون التابعة لدائرة المركز، استخدم فيها، الأسلحة البيضاء والشوم وزجاجات المولوتوف، وأسفرت عن وجود متوفى ومصابين من طرفي المشاجرة .
وانتقلت الأجهزة الأمنية، لقرية "البهسمون" وتبين أن المشاجرة بدأت بمشادة كلامية بين قائد دراجة بخارية من عائلة "خاطر" وقائد سيارة نقل من عائلة "رمضان" في حفل زفاف بالقرية، وتطورت المشادة لمشاجرة وإشتباك بالآيدي بين أفراد من العائلتين، استخدم فيها "الشوم والعصي" وتبادل طرفي المشاجرة إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف علي منازل العائلتين .
ونتج عن المشاجرة وفاة "أحمد ع.ع" 61سنة، فلاح، من عائلة "خاطر" واصابة 12 من أفراد العائلتين بجروح وسحجات وكدمات متفرقة ، إضافة إلى حرق 6 منازل "منزلين من منازل عائلة وأربعة منازل لعائلة رمضان" ففرضت قوات الشرطة كرودنًا أمنيًا على مداخل ومخارج القرية، وتمكنت القوة الأمنية من إلقاء القبض على 10 من أفراد العائلتين طرفي المشاجرة .
ونجحت مساعي لجنة المصالحات فض المنازعات، التى تكونت من النائب على بدر، عضو مجلس النواب عن الدائرة وعُمد القري والقيادات الطبيعية، فى الوصول لصلح بين العائلتين، وتحديد مبلغ مليوني جنيه، كشرط جزائي، يسددها أى طرف يجهض مساعي الصلح أو يخل بأي بند من بنود الصلح، بعد الإتفاق على تقديم الكفن الرمزي .