بحيرة قارون، من أهم مصادر الرزق للمئات من صيادي الفيوم، والتى تبلغ مساحتها أكثر من 55 ألف فدان، وأصبحت تعاني أشد المعاناة نتيجة الإهمال الذي انتشر بها على مدار الفترة الماضية، مما جعل الصيادين يتركون مراكبهم ويهربون إلى المحافظات الأخرى، بحثًا عن الرزق وصيد الأسماك.
يقول محمد ناصر (صياد)، "إن بحيرة قارون تعد ثروة سمكية عظيمة بالفيوم، ولكن تعطلت المراكب والصيد فيها منذ سنوات نتيجة لارتفاع الملوحه بالبحيرة، لدخول الصرف الصحي والزراعي، الذي دمر البحيرة وقضى على الأسماك، وأدى إلى انعدام الثروة السمكية بشكل كامل منذ أكثر من 8 سنوات".
وأضاف "رمضان صاوي" (كبير الصيادين)، أن الإهمال نتج عنه تشرد عشرات الأسر الذين يعيشون على صيد الأسماك، وليس لديهم دخل آخر، وتركوا مراكبهم التى اشتروها من أجل البحث عن قوت يومهم، مؤكدًا أن أكثر من 35 قرية ومساحات كبيرة من الأفدنة الزراعية تصب مخلفاتها في بحيرة قارون من خلال فتحات.
وأكد، أنه في حالة منع تسريب مياه الصرف، سوف يتم تخفيف نسبة الملوحة من البحيرة، وستتمكن المراكب من العمل مرة أخرى، موضحًا أن أكثر من 600 مركب تم تركها على ضفاف البحيرة بعد توقف الصيد حيث يعمل على كل مركب من 8 اشخاص.
وقال الأمين العام لنقابة الصيادين بالفيوم عبد التواب أغا، "إن الصيادين مهمشين منذ سنوات، وتقدمنا بالشكاوى إلى معظم المسؤولين لحل مشكلتنا دون جدوى".
وأكد "أن البحيرة تتعرض للصرف الصحي من قبل 95 قرية، ومصانع المدينة الصناعية بكوم أوشيم، ومصرف الوادي الذي كان منقذًا للبحيرة تم غلقه تمامًا ولا يوجد مخزون سمكي"، مضيفًا أن مسؤولي الثروة السمكية بالفيوم قاموا بفتح حضانات أبو شنب لكي تعمل لحسابهم وتركوا الصيادين يتعرضون للموت في المحافظات الأخرى، كما أن معظم الصيادين اضطروا للسفر إلى السودان وأسوان والبحر الأحمر".
وأكد على ظهور حشرة فتاكة اسمها "الأبيزودا"، حيث إن هذه الحشرة تقوم بتدمير المخزون السمكي للبحيرة.