ملامحها تحمل اليأس والشقاء مما رأته طيلة حياتها، فهي تجلس وحيدة منذ الصباح الباكر حتى الظلام الدامس على أحد الأرصفة، مفترشة بضاعتها من الفخار الذي اتخذته مصدرًا لقوت يومها، تفكر ماذا يخبئ لها الزمان من مواجع. هل سيمر اليوم دون أن يمر أحد الدائنين؟ هل ستذهب إلى منزلها في الليل دون أن يستوقفها صاحب المنزل لطلب الإيجار؟
بائعة الفخار أم محمود في الخامسة و الستين من العمر، ورغم كبر سنها وإصابتها بأمراض السكر والقلب، إلا أنها تسعى جاهدة وراء "لقمة العيش"؛ لتفي بمصاريف المعيشة وغلاء الأسعار.بابتسامة رضا تروي أم محمود تفاصيل حياتها بين زوج تركها مع طفليها ومرضها وقسوة الحياة دون مصدر دخل. تقول "أنا جوزي سابني من 20 سنة، وما اعرفش مكانه، ورافض يطلقني، وبسببه ما عنديش بطاقة تموين ولا معاش أصرف منه".
وعن أولادها قالت "أنا جوزت بنتي من بيع الفخار، وابني خاطب ومش معاه يتجوز، وأنا ما باعرفش أجيب علاجي، وساعات مش بالاقي تمن اللقمة".
وبعين تملؤها الدموع تابعت قائلة "أنا كبرت على الشقا والتعب ده.. عايزة ارتاح.. كفاية اللي شفته طول حياتي".
وناشدت السيدة الستينية وزارة التموين و التضامن الاجتماعي منحها بطاقة تموين وكشكا "نفسي في كشك أسترزق منه وبطاقة تموين دي كل مطالبي".