ما زال حلم الثراء السريع يراود كثير من المواطنين خاصة بمحافظة المنيا بصعيد مصر، حيث يسعى البعض لتحقيق ذلك الحلم مهما كلفهم الأمر في سبيل الوصول إلى غايتهم، معتقدين أنهم سيصلون إلى القمة فور العثور على الكنز الدفين ليقع في نهاية المطاف صيدًا ثمينًا لتجار الآثار.
وتتعدد طرق الإيقاع بضحايا حلم الثراء السريع ولكن النتيجة واحدة فمن بينها الرسائل التي تأتي على الهواتف المحمولة أو الرسالة على "فيس بوك" أو طريقة وضع القطع الأثرية التي يتم شراؤها غالبًا من منطقه خان الخليلي أو أي بازارات أخرى في الشاي وتركها فترة من الوقت لتكتسب لونًا يوحي بقدمها، ولكن النصابين يطورون دائمًا من طرقهم للإيقاء بضحاياهم بسهولة، حيث تطور الأمر إلى الاستعانة بالنحاتين والرسم على جداران الآبار في الصحراء أو المغارات وتقليد الكتابات الفرعونية ورسم الخراطيش الملكية بجانب طريقة أخرى أشد خطورة وحنكة من السابقة وهي بناء غرفة وسط الأرض الزراعية ووضع القطع المقلدة داخل فاترينة تشبه الموجودة بالمتحف المصري لإيهام الضحايا أنها من أحراز وزارة الآثار.
يقول عمر محمود الخبير الأثري إنه بالرغم من التحذيرات المتكررة التي يطلقها المعنيون بالآثار من خطورة الانسياق وراء النصابين في مجال تقليد الآثار إلا أن أغلب المواطنين لم يستجيبوا وظل يراودهم حلم الثراء السريع ظنًا منهم بأنهم سيصلون إلى كنوز الأرض، موضحًا أن طرق تقليد الآثار للنصب على الضحايا متعددة ويتم استحداثها أيضًا لإحكام عملية النصب.
وذكر خبير الآثار أن من بين طرق النصب الحديثة، هي أن يستعين التجار بالآثار الصيني المقلدة لاستخدامها في هذا الغرض ويضعونها في أماكن صحراوية مثل بئر أو كهف أو منطقه لها تاريخ أثري لإيهام الضحايا أنهم عثروا على آثار حقيقية ويريدون مشتري لها
أو يستعينوا برسامين ونحاتين لنحت صور فرعونية وكتابات هيروغليفية على جدار الكهف أو البئر ويشيرون بكتاباتهم على الملك والأسرة التي ينتمي إليها لبث الطمأنة في نفس المشتري، ويظلوا يبحثون عمن يقوم بشراء المكان كله طالما ظهرت لوحة دلت على وجود آثار بالمكان الذي يكون خاليًا تمامًا من الآثار ويستخدمون الرسم على مدخل الكهف أو البئر لاصطياد "الزبون".
وتابع الخبير الأثري أن هناك طريقة حديثة للغاية تستخدم للنصب على المواطنين أيضًا وهي وضع القطع الأثرية المقلدة داخل أرض فضاء أو أرض زراعية داخل حجرة مبنية ويضعونها داخل "فاترينة" مصنعة من الزجاج والخشب تشبه التي يعرض بها الآثار في المتحف المصري ويضعون بجوارها شهادة مزورة أن القطعة الأثرية للملك فلان في العصر الفلاني وأن هذه شهاده من وزارة الآثار تدل على أثريتها، ويستخدمون في ذلك الأختام المزورة لأحكام عملية النصب وأنها مهربة من داخل وزارة الآثار وبعض الموظفين يريد بيعها لتحقيق مصداقية عالية لدى المشتري بخلاف الطريقة القديمة وهي اللجوء للدجالين والمشعوذين لطلب بخور باهظة التكاليف يقوم الضحية بشراؤها من محل عطارة من طرف الدجال ليتقاسما المبلغ المالي
وأكد خبير الآثار أن أكثر المحافظات التي تشهد وقوع ضحايا لتجار الآثار المقلدة هي محافظات المنيا ويليها بني سويف والشرقية.