قال مسؤول في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، الثلاثاء، إن تواطؤ وأشنطن مع السعودية أصبح "أكثر فظاظة" مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وذلك بسبب مقتل الصحفى جمال خاشقجى الذى لقى حتفة جراء فرق الذبح الذتى نفذت الجريمة داخل القنصلية السعودية بإسطنبول بعد استداجهم لجمال خاشقجى.
جاء ذلك في كلمة لـ "توم بورتيوس" نائب مدير "هيومن رايتس ووتش"، خلال مشاركته في جلسة بعنوان "حادثة خاشقجي وانعكاساتها السياسية"، نظمها فرع واشنطن في المركز العربي بالعاصمة الأمريكية، حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وأضاف "توم بورتيوس" أن "إقدام السعوديين على قتل خاشقجي في القنصلية بدعم غير مشروط من البيت الأبيض الذي يقوده ترامب ليس تكهنات".
وأشار بورتيوس أن "الاضطهاد السياسي" الموجود في المملكة العربية السعودية ازداد بشكل أكبر مع تولي محمد بن سلمان ولاية العهد.
ولفت إلى أن "قتل خاشقجي مهم للغاية من حيث عكس التطور السياسي في الشرق الأوسط وتدهور حرية التعبير في العالم العربي".
وشدد على أن عدم محاسبة العالم لقتلة خاشقجي سيؤدي إلى "زيادة سطوة القوى السلطوية في المنطقة"، وزيادة الضغط على الأصوات المعارضة لخلق مزيد من الصمت.
وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض فجر السبت الماضي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.
غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي في 2 أكتوبر الجاري، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وأول أمس الاثنين، أعرب ترامب عن عدم رضاه عن تفسير السعودية لمقتل خاشقجي، لافتا في الوقت ذاته أنه "لا يريد خسارة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة".