خرجت بريطانيا عقب مقتل جمال خاشقجي ساخطة على سياسة السعودية على ماوصفته التعامل مع معارضيها، حتى أن وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس، قرّر عدم حضور بلاده قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية؛ لكون الوقت ليس مناسباً للحضور،وقال فوكس في بيان له: "المملكة المتحدة قلقة للغاية إزاء اختفاء الكاتب جمال خاشقجي"، وجاء موقف فوكس بالتزامن مع مطالبة حكومته بضرورة محاسبة من يقف وراء اختفاء خاشقجي،وافق 50 نائباً محافظاً وستة نواب من حزب العمل على القيام برحلات إلى المملكة العربية السعودية.
ولكن هل هذا رأي البريطانيون بشكل عام؟، وهل ما تقوله لندن تعيه حقاً أم أنه ستار لتخفي وراءه حقيقة أخرى؟.
الحقيقة كشفتها صحيفة i News البريطانية، التي أكدت فئة المحافظين رفضوا إدانة السعودية بأي مخطط أو بالأحرى السلطات السعودية المباشرة، حيث دفعت السعودية منذ 2010 حتى الآن 413 ألف دولار لـ50 عضواً برلمانياً من حزب المحافظين البريطاني من أجل زيارة السعودية، ومن بين الذين قبلوا الرحلات المجانية ديفيد ليدينجتون، وزير شؤون مكتب مجلس الوزراء، وليو دوشرتي عضو مجلس العموم البريطاني عن دائرة ألدرشوت في مقاطعة هامبشاير، حيث سافر ليدينجتون جواً للالتقاء بقادة سياسيين في عام 2008 بتكلفة بلغت 3.405 جنيهات إسترلينية (4.395 دولاراً).
أما عن زيارات النواب في العام الماضي ، قبل سايمون هور ، عضو البرلمان عن دورست الشمالية منذ مايو 2015 ، رحلة مجانية بقيمة 3،187 جنيهًا إسترلينيًا. وقالت صحيفة ديلي ميرور انه قام برحلة ثانية للقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمبلغ يناهز 7800 جنيه استرليني، وزار دوشيرتي السعودية مرتين بتكلفة 16،057 جنيه إسترليني ، حيث التقى مع ولي العهد محمد بن سلمان.
وقال وزير مكتب حكومة الظل في حكومة الظل جون تريكيت: "تظهر تلك القائمة هذه مدى الحماس لدى المحافظين مع النظام السعودي ويساعدهم على تفسير سبب عدم رغبتهم في الحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان والحرب في اليمن". قبل وصول المحافظين إلى السلطة في عام 2010 ، دفعت المملكة العربية السعودية سبع رحلات لخمسة نواب يصل مجموعهم إلى ما يقارب 27،000 جنيه إسترليني.