"عايشين على مجارى ومحدش حاسس بينا"، تلك هى عبارة يرددها قاطنى شوارع حى العمرانية الغربية إحدى مناطق محافظة الجيزة، بسبب معاناتهم من مشكلة الصرف الصحي المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وزادت في الأونة الأخيرة إلي أن وصلت حد الانفجار وفق وصفهم.. انتقلت "أهل مصر" إلى شارعى ممدوح عبد المعطي وموسى إبراهيم بمنطقة العمرانية التى تغرق في الصرف الصحى، لسماع شكوى الأهالى ونقلها لمن يهمه الأمر.
في البداية.. تقابلنا مع المواطن أيمن محمد، أحد سكان الحي، فقال لنا "بنحاول بكل الطرق التغلب على هذه الأزمة، لكن بدون أي استجابة.. وأجرينا العديد من الاتصالات بشركة مياه الشرب والصرف الصحى فضلاً عن الاتصال بمحافظة الجيزة وكانت تخبرنا البلاغ وصل يافندم.. ومصلحة المجاري بتقول مش لاقين حل.. منسوب المياة عالي .. هما بيقولوا مش لاقيين حل يبقى إحنا كمواطنين هنحلها إزاى.. وكل ما يتم فعله مجرد مسكنات، يرسلون شفاط أحيانًا يشفط المياه من الشارع في نصف ساعة وانتهى الأمر على كده، ليغرق الشارع قبل أن يصل الشفاط لمكانه، وكثيرًا لم يرسلونه وتبقى الشوارع والمنازل عائمة، ولا يردوا على الشكاوى".
الأهالي: "عايشين على مجارى ولاحياة لمن تنادي.. فين المسئولين"
فيما ذكرت السيدة حنان مبروك، "بيقولوا مش عارفين نعملكوا إيه .. مفيش في إيدينا حل.. ممكن نعملكوا تحويلات بس ياعالم ممكن تكون بعد شهرين.. إحنا مش فاضيين.. أخر ماتعبنا بنجيب صنايعية من بره يحفروا ويشوفوا حل لأن مصلحة المجاري مبيعملوش أي حاجة، والشقق عائمة في المجاري.. والميه طالعة عى الكهرباء.. موتور الميه على الأرض ومنسوب اقترب منه.. وفي أطفال جالهم حساسية وربو من الروائح الكريهة".
وفي السياق ذاته، أعرب أحد سكان المنطقة، أن تلك المرة ليست الأولى التي تغرق المنازل على مياه المجاري فنحن نعيش في هذا الوضع منذ 3 سنوات، يختلف المسئولين لكن الرد واحد، وهو عبارة عن مسكنات للأهالي ومن ثم تنخفض كمية المياه فنهداء ثم تعود وتهاجمنا من جديد، وأوشكت منازلنا على السقوط من شدة المياه، ولم نجد حل حتى الآن.
اقرأ أيضًا.. 6 ملايين جنيه تكلفة تنفيذ 1370 وصلة صرف صحى في سوهاج
وتتدخل سيدة يبدو عليها التعقل والثقافة في الحديث، لتحكى معاناتها والتى لاتختلف عن سابقيها، قائلة "للأسف لا يشعر بنا أي مسؤول فقد اتصلت بنفسي وتواصلت مع مصلحة المجاري فكان ردهم أن الوضع أكبر منهم، ولا يستطيعوا فعل شيئا لنا، مؤكدين لي أن كل ما في وسعهم من أجلنا هو أن يقوموا بتحويل شكوتنا إلى المحافظة فقط"، وتضيف المواطنة "حتى لا أكذب ولا اتجنى على المسئولين في مصلحة المجاري، في بعض الأحيان يرسلون سيارة كسح، لشفط المياه من الشوارع فتقوم برفع 6 كم مياه حسب حجمها، وتذهب بلا رجعة وفي اقل من نصف ساعه يعود منسوب المياه للزيادة مرة أخرى، وإذا هاتفناهم مرة أخرى يقولون هذا ما بأيدينا، فهذه المنطقة تحتاج إلى تحويلة في مواسير المجاري ولا نعلم كم تكلف من الأموال وهل باستطاعتنا تنفيذها أم لا؟".
أهالى العمرانية: "الإجابة على شكاوينا مسكنات"
وبمعاينة نظرية للجريدة داخل المنازل، وجد أنواع غريبة وفريدة من الحشرات داخل المنازل دون تحديد نوعها، وأصبح معظم الأساس المنزلي في خبر كان بسبب تلك المياه العائمة في المنازل والبيوت، وأثناء المعاينة سمع فريق التحرير صوت لصريخ مرتفع من ربة منزل ، قائلة " شقى عمري راح بيت من 5 أدوار كل الشقق مشطبة علشان أجمع ولادي وبناتي فيها بعد الزواج فيه بيتهد قدام عيني وأنا مش عارفه أعمل إيه.. شوفولنا حل"، فحولنا التسجيل معها لكنها لم تسطع الحديث وظلت تكرر الجملة السابقة "شقى عمري راح"، وعقب خروجنا من هذا المنزل اصطحبنا أحد السكان لمنزل أخر لم نستطيع دخوله من شدة ارتفاع منسوب مياه المجاري، قائلاً "صاحبة هذا المنزل فوجئت صباحًا وهي على فراشها، بمياه المجاري تغرق منزلها حتى كادت أن تغرق فيها، نظرًا لإصابتها بمرض القلب فخرجت مسرعة إلى الشارع، حتى سقطت من طولها فظن الجميع أنها ماتت بالسكتة القلبية لكن العناية الإلهية انقذتها، وحملناها للمستشفى نظرًا لعدم استطاعت سيارة الإسعاف الدخول إلى المنطقة".
وفي النهاية، أجمع الأهالي بمنطقة العمرانية الغربية على أمل وطلب واحد أن يتم إرسال شكواهم إلى أحد المسئولين، ويستجيب لهم بحل جذري لتلك المشكلة.