جاء لقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بمقر إقامته في برلين، ببيتر ألتماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، في إطار خطة مصر الاقتصادية التي تعمل على تنفيذ عدة مشاريع إستثمارية مشتركة بين مصر والمانيا .
وأشاد الرئيس السيسي خلال اللقاء بالتطورات التي تشهدها العلاقات المصرية الألمانية خاصة على الصعيد الاقتصادي، مرحباً بعقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المصرية الألمانية المشتركة، والمقررة في فبراير المقبل بمصر بمشاركة الوزير الألماني، وتطلع مصر لأن يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الألمان للتعرف على الفرص الاستثمارية في مصر في مختلف القطاعات.
وأعرب الرئيس السيسي عن حرصه على عقد هذا اللقاء الذي يجسد التعاون الممتد بين مصر وألمانيا، معرباً عن الدور المقدر للشركات الألمانية، والتي يعمل عدد منها في مصر منذ أكثر من 100 عام، كشريك في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحرص مصر علي استمرار وتطوير تلك الشراكة، خاصة خلال المرحلة الحالية من البناء والتنمية، إضافة إلى ما هو قائم من زخم متنام في العلاقات الثنائية تمثل في اقتراب قيمة التبادل التجاري عام 2017 من 6 مليارات يورو، وتزايد الاستثمارات الألمانية في قطاعات الطاقة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصناعة السيارات، وهو ما يستوجب مزيداً من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
وأكد الرئيس السيسي أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام المقبل 2019، تعد فرصة مواتية لتعزيز التعاون مع الحكومة والشركات الألمانية لدفع مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا.
وومن جانبه أعرب وزير الاقتصاد والطاقة الألماني عن ترحيبه بلقاء الرئيس السيسي ومشاركته في قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، مشيداً بالتطورات الإيجابية التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية على مختلف المستويات، وما تمثله مصر من شريك مهم لألمانيا، مؤكداً التزام بلاده بتطوير الشراكة مع مصر، في ضوء ما تتمتع به من مكانة متميزة وثقل إقليمي كبير.
كما رحب الرئيس السيسي بتنامي العلاقات التجارية والاقتصادية المصرية الألمانية، خاصة أن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في الشرق الأوسط، مشيراً إلى التطلع لمزيد من نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الألماني، بما يسهم في تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وشهد اللقاء استعراضاً لأوجه التعاون المشترك بين البلدين، حيث أشار الرئيس السيسي إلى التطورات الإيجابية التي شهدها قطاع الطاقة المصري مؤخراً وجهود تحويل مصر لمركز إقليمي لتداول ونقل الطاقة، موضحاً ما تتيحه تلك التطورات من آفاق كبيرة للتعاون بين الجانبين بما في ذلك الطاقة الجديدة والمتجددة.
كما شهد اللقاء استعراض الإنجازات التي حققها الاقتصاد المصري، والتحسن الملحوظ في المؤشرات الاقتصادية الكلية نتيجة التنفيذ الناجح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، حيث أشار الرئيس السيسي إلى ما توليه مصر من أهمية بالغة لدفع الاستثمار.
وفي سياق متصل أكد الوزير الألماني حرص بلاده على تعزيز التعاون والتوسع في المشروعات المشتركة معها، فضلاً عن زيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، مشيراً إلى عدد من النماذج الناجحة للشركات الألمانية العاملة في مصر.
كما شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقاء مع عدد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية، بحضور وزير الاقتصاد والطاقة ووزير التعاون الاقتصادي والإنمائي الألمانيين.
وأوضح الرئيس السيسي أن هناك مناخاً جديداً في مصر من الجدية والمسؤولية والهمة لتحقيق حاضر ومستقبل أفضل للشعب المصري، مشيراً إلى أن مصر خطت خطوات ثابتة على صعيد تحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار، منوهاً إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر والمستند إلى حزمة من التدابير المالية والنقدية لمعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة للدولة وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما انعكس في مجمله بصورة إيجابية على المؤشرات الاقتصادية الكلية بشهادة المؤسسات الدولية.