وجدوا أنفسهم في أحد حقول السخرة في قطر لكسب الرزق، فما زالت العمالة الأجنبية تحت ظروف غامضة في الدوحة "بوابة الجحيم"، خاصة في فندق "مرسى ملاذ كمبينسكي" من يشاهده يرى أنه قصراً فاخراً من الخارج وفي الواقع هو فندق العذاب للعمالة الأجنبية، وفي حين تصطف في مواقف الفندق، سيارات الفيراري والرولز رويس، يتدلى النجف من سقف يبلغ ارتفاعه 20 مترا في البهو المبني بالرخام، حيث يجد الزائر أسعار الجناح الملكي تتجاوز 16 ألف دولار أميركي، نرى من الداخل أيضاً علامات القهر على وجوه العمالة الاجنبية في قطر، وفقاً لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية.
جنسيات العمال الأجانب في قطر
هؤلاء العمال من أفقر المناطق في العالم جنوب آسيا وشرقها وغرب أفريقيا والفلبين، فبعد دفع رسوم توظيف كبيرة يصل بعضها إلى 5 آلاف دولار، من أجل العمل في وظائف بسيطة على أمل سد رمق عائلاتهم، ويحصل وكلاء التوظيف على تلك الأموال ويعطوا الفتات للعمال الفقراء الذين يعملون تحت العمل القسري.
السخرة في اراضي الدوحة
يعمل حراس الأمن لفترات تزيد على 12 ساعة، في درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية، بينما يحصلون في المقابل على أجر لا يزيد عن 12 دولارا، وهو تقريبا سعر كأس عصير طازج في الفندق الفخم، ويعمل العمال المقهورين لمدة 3 أشهر أو 4 أشهر دون إجازة ليوم واحد، لكنهم يتم الخصم من راتبهم 5 ايام.
ويقول أحد الحراس للصحيفة: "هل سبق لك أن وقفت لمدة 12 ساعة متواصلة؟، مضيفا:" في البداية لم أستطع المشي بشكل صحيح لأنني شعرت أن مفاصلي قد خلعت من مكانها، ولكن كان علي أن أفعل ذلك على أي حال، لأنني يجب أن أستعيد المال الذي دفعته للوكيل من أجل توظيفي هنا، أتعلم الأمر يبدو وكأنك تعرضت لضربة قوية على رأسك".
السرقة من خلال التعاقد من الباطن
تصنف فنادق كمبينسكي، التي يقع مقرها في سويسرا، نفسها كعلامة تجارية،لكن معظم العاملين، بما في ذلك حراس الأمن والمنظفون وأخصائيو الحدائق، يعملون من خلال مقاولين من الباطن وليس مباشرة تحت إدارة الفندق، لذا فإن رواتبهم توزع نسبة منها للوكيل الذي آتي بهم لهذا الجحيم ونسبة للمتعاقد من الباطن والفتات لهم.
مأساة العمل القهري في قطر
يروي أحد عمال تزيين الحدائق للصحيفة البريطانية إنه كان يعمل في الحدائق المحيطة بالفندق لمدة ثلاث سنوات، لكنه لم يستطع حتى الآن تسديد الديون عليه جراء رسوم وكلاء التوظيف،وعندما عرض عليه وكلاء التوظيف العمل في قطر كان راتبه المقترح 350 دولار شهرياً، واستدان بـ4 آلاف دولار كرسوم توظيف للوكيل، وفي المطار، قبل ساعات قليلة من مغادرة بلاده، حصل على العقد من أجل التوقيع، ليجد الراتب نصف ما وعده به الوكيل، "نصبوا عليا" وفقاً لقوله.
وأضاف: "لم يكن لدي خيار سوى التوقيع عليه، لقد دفعت الكثير واستدنت، فاضطررت للهرب"، ولا يزال راتبي الأساسي 600 ريال قطري فقط (165 دولارا) ، وهو مبلغ يقل كثيراً عن الحد الأدنى للأجور البالغ 750 ريالاً الذي أعلنته الدوحة في نوفمبر الماضي.