أضطر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى جده الذي قتل منذ عقود طويلة، للرد على المعارضة، التي شنت هجوما لاذعا على الحكومة التركية، بعد تجمد جنديين حتى الموت شرقي البلاد، وأثارت وفاة جنديين بسبب البرد الشديد خلال عملية عسكرية بولاية تونجلي السبت الماضي، عاصفة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وحملت المعارضة أردوغان مسئولية الحادثة، وتساءل مستخدمون عن مدى التدريبات والاستعدادات التي يحظى بها الجنود للعمل في مثل هذا الطقس البارد، في حين طرح آخرون تساؤلات حول عدم “ارتداء الجنود ملابس خاصة مقاومة للبرد”.
حيث اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، أن أردوغان هو المسئول المباشر عن هذه الحادثة، استمات الأخير في الدفاع عن نفسه باستعادة ذكرى جده، وكانت وزارة الدفاع رجعت، في يناير الماضي، إلى الأرشيف العثماني للرد بطريقة غير مباشرة على أردوغان، الذي اعتبر جده “شهيدا” بعد تجمده حتى الموت.
ووفقاً لما نقلته صحيفة “زمان” بنسختها العربية أشار أردوغان، أمام نواب حزبه العدالة والتنمية، إن الأيام الأخيرة شهدت مقتل جنديين متجمدين، معتبرا أن كيليتشدار أوغلو يحاول استغلال الحادثة، ووجه حديثه إلى زعيم المعارضة، وقال بأن جده لقي مصرعه أيضا في “ساريقاميش متجمدا وهو يحتضن بندقيته” خلال حملة ساركامش إبان الحرب العالمية الأولى، وعاد ووصف جده بالشهيد حين قال :”هناك من ينالون الشهادة متجمدين أيضا”، وهو الوصف الذي كان قد أثار لبسا مطلع العام الحالي، حين ردت وزارة الدفاع على أردوغان.
ويومها، قالت صحيفة “حرييت” إن الوزارة أصدرت بيانا يعلن أن جد أردوغان قضى من جراء البرد خلال خدمته في صفوف القوات التابعة للسلطنة العثمانية بالحرب العالمية الأولى، ونقلت الصحيفة عن البيان قوله: “سجلنا في أرشيفنا أن كمال ابن مصطفى، جد رئيسنا رجب طيب أردوغان كان يؤدي الخدمة العسكرية في هذه السنوات وأنه توفي خلال الخدمة العسكرية”.
وأضاف أنه وفقا لنظام التسجيل العثماني الرسمي، “فإن أولئك فقط الذين قتلوا من قبل قوة العدو المباشر.. يتم تسجيلهم كشهداء، ولا يتم تسجيل أولئك الذين لقوا مصرعهم بسبب البرد أو الغرق أو الأوبئة كشهداء”.
وجاء البيان بعدما قال أردوغان فى خطاب له يوم 9 يناير أن جده كان من بين القتلى خلال حملة ساركامش التي وقعت على حدود الإمبراطورية الروسية بين ديسمبر 1914 و يناير 1915.
وكان أردوغان يتحدث خلال الذكرى السنوية للمعركة التي انتهت بانتصار روسي وآلاف من الخسائر في صفوف جيش السلطنة العثمانية، وقال “عندما عاد بعض من الأعيان إلى قريتنا من حملة ساركامش، قالوا إنهم رأوا جدي مجمدا حتى الموت وهو حاملا سلاحه في يده، رحم الله أرواح جميع شهداء ساركامش، من بينهم جدي”، في إشارة مباشرة إلى أنه “شهيد”، مما دفع وزارة الدفاع إلى تكذيبه.