أنين وحسرة وألم، جرعة يومية يتجرعها أغلب سكان مناطق حلوان المختلفة الذين يستقلون"الميكروباص"، للذهاب لأعمالهم سواء كانت في التحرير أو الجيزة، من أجل جلب لقمة العيش القليلة لأبنائهم القاطنين في أكثر الأحياء فقراً بمحافظة القاهرة وعلى رأسها حي المعصرة ومنطقة النخل والدواجن والكهرباء وغيرها من المناطق المتكدسة بالسكان والأكثر فقراً عن غيرهم من المناطق القريبه للمترو.
يستيقظ العامل صباحاً في هذه المناطق ويشغل تفكيره عدة أسئلة منها كيف سيخوض معركة استقلال "الميكروباص"، في ظل جشع سائقيها، وكيف يصل إلى العمل دون أن يخصم من أجره بسبب التأخير الناتج عن تقطيع الأجرة لأجزاء، كيف سيوفر مصاريف الأولاد من قوت يومه، وهو مجبر على دفع أجره 12 جنيه يومياً ذهاباً فقط ليصل من حلوان إلى التحرير أو الجيزة.
سائقي "الميكروباص" يتحولوا إلى "مافيا" تقطيع الأجرة
بعد أن زادت أسعار المحروقات بدأ سائقي "الميكروباص"، خط حلوان الجيزة أو التحرير "كورنيش"، من فرض إتاوات على هيئة "تقطيع" الأجرة، حيث أن السائق يحمل سيارته من حلوان مروراً بركن فاروق ومساكن الكهرباء والدواجن والنخل وصولاً إلى المعصرة بثلاث جنيهات، ثم يحملها مرة أخرى من المعصرة مروراً بطره وكوتسيكا وصولاً الى كهرباء المعادي بـ3 جنيهات أخرى، ثم يحمل السيارة من المعادي مروراً بالمستشفى العسكري والمحكمة الدستورية وأندريه ومستشفى السلام وصولاً إلى الملك الصالح بأجره أخرى ثلاث جنيهات، ثم يحمل السياره من الملك الصالح مروراً بشارع القصر العيني وصولاً الى التحرير بثلاث جنيهات أخرى وفي نهاية الرحلة يكون قد استولى على 12 جنيه من كل راكب يستقل سيارته من حلوان الى التحرير، بدلاً من أن يحملها بأجرة موحدة وهي 4 جنيهات ونصف.
دموع وشكوى العاملين المستقلين لـ"الميكروباص" يومياً
يقول محمد علاء أحد سكان منطقة "المعصرة"، ويعمل في مستشفى 57357، إنه لايستطيع الذهاب إلى العمل إلا إذا دفع إتاوة تقطيع الأجرة على حد قوله، مؤكداً أن السائقين يجبروه على دفع الأجرة مرتين مقسمه على ثلاث جنيهات في كل مره، بدلاً من أن يدفع 4 جنيهات من المعصرة وصولاً إلى القصر العيني، وهو ما يزيد من العبيء المادي عليه وعلى أسرته، خاصه وأنه رزق بطفلة حديثاً تحتاج للكثير من المصاريف.
فيما قال عمرو حسين أحد سكان منطقة "المنتصر"، التابعة لحي حلوان، ويعمل في هيئة الإسعاف المصريه بالجيزه، إن تضاعف الأجره عليه والزحام اليومي الذي يتعرض له لإستقلال "ميكروباص"، يجعله يتأخر دائماً عن العمل، وهو ما عرضه لتأخير ترقيته، موضحاً أنه إضطر لشراء سيارة موديل التسعينات ليستقلها الى العمل، ولكنها دائماً ما تعطل بسبب الزحام على الطريق.
بينما قالت أم إبراهيم أحد سكان حلوان، وتعمل عاملة نظافة بمستشفى القصر العيني، إن مرتبها لا يكفي لسد إحتياجات أولادها، وأن الموصلات أصبحت صداع في رأسها بشكل يومي، بسبب تقطيع الأجرة حيث ان السائقين يبدأو في فرضها من السابعة حتى العاشرة صباحاً وأيضاً وقت خروج الموظفين من أعمالهم، وهو ما يجعلها ترضى بالأمر الواقع وتدفع مثلها مثل الكثير من الركاب رغم ضائقتها المالية، وناشدت "أم إبراهيم"، المسؤلين بالتدخل السريع لوقف تلك المهزلة، مؤكدة أنها تبكي يومياً بسبب ما تتعرض له من السائقين.