تعيش محافظة بني سويف، فى أزمة بالقطاع الطبي، بسبب تصاعد الصراع لخطف الأطباء بين المستشفيات الخاصة والتأمين الصحى، عقب تقديم المستشفيات الخاصة عروضا مالية مغرية لاستشاريين متعاقدين مع مستشفى التأمين الصحى، وتسبب الصراع فى تعطل العمل بأقسام رعاية القلب بالمستشفيات المركزية ومستشفى التأمين الصحى لأيام، بسبب عدم تواجد اطباء، وإتجاههم للمستشفيات الخاصة بسبب العروض المغرية.
وقال الدكتور محمود عدنان، مدير مستشفي بوش المركزي، إن المستشفي شهدت ما يزيد عن 15 حالة تعدي من الأهالى وإعتداء على أطقم العمل بالمستشفي، وتحطيم غرف العناية المركز وزجاج المستشفى ومعدات بغرف الاستقبال، خلال العام الحالى، بسبب النقص فى الأطباء الذين أتجهوا للمستشفيات الخاصة .
وقال الدكتور حسن محروس، طبيب بالمستشفي المركزي بمدينة ببا، إن الأطباء يتعرضون لإغراءات من المستشفيات الخاصة الجديدة، منها مستشفى جديدة تم إنشاؤها، بمدينة بني سويف، حيث قدمت عروضا مالية مغرية للأطباء الاستشاريين فى عدد من التخصصات من بينها المخ والأعصاب والعناية المركزة، الأمر الذى أدي لعجز شديد فى الاطباء فى هذه التخصصات، ما يهدد بإغلاق هذه الأقسام بالمستشفيات الحكومية.
وقال طبيب بمستشفي التأمين الصحي ببني سويف، فضل عدم ذكر اسمه، لعدم تعرضه للمسألة القانونية بجهة عمله، إنه تم حل مشكلة توقف العمل بقسم المخ والأعصاب مؤقتا بالاتفاق مع استشارى يزور المستشفى يومين فى الأسبوع، بعد أن تعرض القسم للإغلاق بسبب عجز الأطباء، لافتًا إلى أن استشارى المخ والأعصاب بالمستشفى رفض استكمال العمل بالمستشفى بسبب الراتب، حيث إنه يحصل فى اليوم الواحد على 750 جنيها ويرى أن المبلغ قليل لأنه فى عام 2010 كان يحصل فى اليوم الواحد على 1500 جنيه.
وأكد طبيب مستشفي التأمين الصحي، أن أطباء يتعرضون لإغراءات من المستشفيات الخاصة الجديدة، التى تخطف الأطباء المتميزين من أجل رفع القيمة المالية للخدمة الطبية التى يقدمونها للمرضى، وأصبحت المهنة بالنسبة لهم مجرد تجارة فقط يقومون بها وليست لها علاقة بالمهنة أو الإنسانية.
وقال الدكتور محمود بغدادي، بمديرية الصحة، إن الوزارة توفر المعدات فقط ولا توفر الأطباء، ويوجد نقص شديد فى الأطباء فى العيد من التخصصات بالمستشفيات المركزية والعام والتأمين الصحى العام من بينها تخصصات "الكلى وعناية مركزة وجراحة عامة وجراحة مخ وأعصاب، ولا يوجد تخصص أوعية دموية".
وقال الدكتور سيد حمدون، عضو نقابة الأطباء، إن التعاقدات مع الاستشاريين الأطباء بمستشفى التأمين الصحى هى سبب الأزمة لأنه يتم تعويض نقص عدد الأطباء بالتعاقد لأن وزارة الصحة لا توفر الأطباء، ويشترط المتعاقدون العمل بساعات معينة، وهو ما يتسبب فى الأزمة التى تعاني منها المستشفيات الحكومية.