عائلة عريقة من علامات وأعلام أسيوط.. نذرت حياتها للقرآن الكريم وتلاوته.. تميزت بأصواتها التي تجمع بين الطرب والخشوع.. لم تكتفِ بتقديم قارئ واحد، بل قدمت ولا تزال تقدم من أبناء العائلة أجيالا متواصلة..
"المنشاوى" هذا الاسم أصبح علامة روحانية مسجلة في تلاوة القرآن، على يد أشهرهم الشيخ محمود صديق المنشاوى، الذى لمع في وسط القراء بمصر والعالم.
"أهل مصر" التقت الشيخ صديق محمود صديق المنشاوى، ابن أشهر القراء، لنعرف رحلته مع القرآن الكريم، والذي انتهى من حفظه وهو فى الحادية عشرة من عمره، على أيدي المشايخ، الذين كانوا يذهبون إلى منزل الشيخ المنشاوي، دون أجر؛ حبًّا فى العائلة.
يقول محمود: كنت أعتاد التردد على الحفلات بصحبة أبى والاستماع إليه، فأحببت القرآن الكريم، وأتممت حفظ القراءات السبعة مشافهة، وأخذت إجازة القراءات، ووالدى كان يراجع معى، ووجهنى للقراءة المناسبة لصوتى وإمكانياتى.
وعن أول قراءة له وسط مستمعين قال: بدأت أول مواجهة مع الجمهور وأنا فى الإعدادية، فكنت مع والدى، وطلب البعض أن أقرأ، فرفضت، فحملونى إلى كرسى التلاوة، ووقتها حصلت على أول أجر لى، 20 جنيهًا، وكان بالنسبة لى مبلغا كبيرا، حيث مصروفى لا يتعدى الـ5 جنيهات. وكل هذا جاء بفضل تشجيع الناس لى؛ لحبهم لوالدى وعمى الشيخ محمد صديق المنشاوى.
وأكد الشيخ صديق: تعلمت من عائلتى التواضع واحترام الناس، وأعتز بالقرآن، وأعمل به، وعلمت أبنائى ذلك، وعلمتهم القرآن، وكانت نصيحة والدى دائمًا: لا يصلح قارئ القرآن إذا لم ينفذ ما يقرؤه. فما يخرج من القلب يدخل القلب. وسافرت دولا كثيرة، منها إيران وتركيا ودول شرق آسيا والإمارات والمغرب والجزائر وألمانيا والسويد والدنمارك، وتدرجت بنقابة القراء من عضو إلى أمين صندوق، ثم نقيب لقراء الصعيد، الذين يصل عددهم لأكثر من 8100 قارئ، وأتم دراسة قانون للنقابة، أبرز بنوده رفع مستوى المعاشات، ووضع شروط لمزاولة المهنة.
واختتم: نصيحتى لجميع القراء لا تقلد أى أحد، واعتمد على أسلوبك أنت؛ لكي تستمر. أما التقليد فسيموت مع الأيام.