على بعد خطوات من قداس صلاة جنازة أصحاب الدماء المباركة، وقف سيدتين إحداهما منتقبة يبكيان وجعا على بوسي ميلاد يوسف معلمة الأجيال صديقتهما في التدريس بمدرسة السلام التابعة لمدينة المنيا .
بوسي معلمة ذات خلق رفيع أسرت قلوب المسلمين قبل الأقباط بحبها إليهم فجعلت زميلاتها يبكين وجعا وقهرا علي فراقها، بعد أن أضحت دمائها المباركة شهيدة في السماوات في الاعتداء الغاشم الذي وقع أمس الجمعة الذي هاجم خلاله مسلحون أتوبيس يقل عددا من الأقباط بطريق دير الانبا صموئيل المعترف بجبل القلمون بالقرب من الطريق الصحراوي الغربي شمال المنيا.
هالة وغادة يعملان معلمتين بمدرسة السلام في مدينة المنيا وقفتا على أعتاب الحواجز الأمنية ينتظران السماح لهما للدخول إلي قداس صلاة الجنازة علي أرواح الشهداء بكنيسة الأمير تادرس الشاطبي بمدينة المنيا لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي صديقتهما بوسي ميلاد يوسف.
"صديقة عمري في بداية مشوار حياتها لم يتخط حاجز عمرها سوي الاثنين والثلاثين بثت روح المحبة والود بين جميع المعلمين والمعلمات بالمدرسة التي تعمل بها"، بهذه الكلمات بدأت هالة إحدى المعلمات وصديقة بوسي المقربة فلم تتمالك أعينها دموع الوجع فتحدت الجميع، وأتت ترتدي زيها المعتاد ونقابها التي دوما كانت تشاكسها بسببه، وقفت علي أعتاب التعزيزات الأمنية غير المسبوقة في محاولة اللدخول من كافة الجهات لكن محاولاتها بائت بالفشل.
غادة الصديقة الثانية لبوسي ضحية الإرهاب، لم تتمكن من حبس دموعها داخل سجن عينيها وسرعان ما خرجت في تنهيدة موجعة للإعلان عن مدى تعلقها بالصديقة المقربة لقلبها بوسي فليس بالزي الأسود فقط تروي قصدية حزنها على فقد صديقتها لكن اكتست الدموع سوادا علي فراق الصديقة المقربة.
أخذ السيدتان تنتظرا زميلاتهن من الأقباط بذات المدرسة للتوسط لهما كي يتمكنا من الدخول وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة علي رفيقة دربهم، وتمكنا السيدتان للدخول وحضور قداس صلاة الجنازة وإلقاء النظرة الأخيرة للصديقة بوسي.