صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً تحليلياً لمحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور، تناول فيه تأثير الضغوط الدولية على السعودية فيما يتعلق بالحرب اليمنية، عقب مقتل جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، أوضح وينتور، أنه "بمجرد ربط الأحداث التي تتالت بعد مقتل خاشقجي إلى احتمال وقف إطلاق النار في اليمن، يبدو أن الاتهامات التي طالت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد أضعفت العقل المدبر لهذه الحرب، وأصبحت هناك فرصة متاحة أمام الدبلوماسيين لإيقاف عجلة المعارك التي تهدد بكارثة إنسانية بالبلاد".
ويضيف وينتور، وفق الخليج أونلاين، أن فرص ذلك تعززت بعد مطالبة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بوقف الحرب في اليمن خلال 30 يوماً، مشيراً إلى جولة مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في فرنسا وبريطانيا، وتزامنها مع التطورات "الدرامية" بقضية مقتل خاشقجي، وأثرها في تغيير وجهة نظر الساسة بأوروبا وأمريكا.
ويوضح المحرر الشؤون الدبلوماسية بالغارديان، أن "التاريخ حافل بلحظات التحول الجذري في السياسات الدولية، مثلما يحدث الآن، خاصة لو تزامن ذلك مع مهارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كشف الحقائق تباعاً والاحتفاظ ببعضها للتسريب بأوقات لاحقة".
ويبين وينتور أن تفاصيل مقتل خاشقجي غير مكتملة حالياً بالنسبة للناس، لكنها واضحة للساسة في أوروبا وأمريكا، وهذا الأمر هو ما يجعل السلطة الحاكمة السعودية "تترنح".
شروط إنقاذ بن سلمان
يرى باتريك وينتور أن "إنقاذ ولي العهد السعودي قد يتحقق من خلال تنفيذ 3 مطالب من الغرب، وهي: المطلب الأول: أن يتشارك السلطة مع أمراء آخرين"، مضيفاً أن "عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز (من لندن) إلى الرياض قد تؤشر إلى تحوُّل محتمل".
ويضيف: "المطلب الثاني يتمثل في إجبار بن سلمان على إعادة النظر في حصار قطر، الدولة التي تضم احتياطياً هائلاً من الغاز وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، ويرى البعض أنها تشكل أفضل مثال للتمدن في الخليج".
ويتابع: "المطلب الثالث هو محاولة إنهاء حرب اليمن، التي طالما أخبر الغرب الرياض بأنها لا تستطيع تحقيق النصر فيها عسكرياً".