"على غرار النماذج العالمية".. ريادة الأعمال المصري العصا السحرية لانقاذ الاقتصاد.. خبراء: خطوة طبيعية لحل الأزمات وخلق فرص عمل لفئة الشباب

شهد افتتاح منتدى شباب العالم في دورته الحالية، التأكيد على أهمية الفكر الريادي ودوره في دعم الناتج المحلي للاقتصاديات النامية، ودور أفكار الشباب في تطوير الاقتصاد المحلي، بالتعاون مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

ووفقا لنتائج مؤشر ريادة الأعمال 2018 الصادر عن معهد ريادة الأعمال والتنمية العالمية (GEDI)، احتلت مصر المرتبة الـ11 عربيًا والـ76 عالميًا، فى مؤشر ريادة الأعمال، حيث تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية الإصدار العالمى، واحتلت قطر صدارة الترتيب العربى فى المركز الـ22 عالميًا.

فريادة الأعمال تمثل أسلوب نوعى فريد، يدفع للاقتصاد جيلا جديدًا من الشركات الصغيرة والمتوسطة، فى قطاعات إستراتيجية يمكن تطويعها لبناء أفكار ومعطيات جديدة على المدى القصير، وأصبحوا يشكلون قاعدة راسخة لأى إقتصاد قوى، حيث تعد التجربة المصرية فى هذا المجال، ماهى إلا بداية جديدة فى التعامل مع الأفكار الناشئة والإبتكارات الشابة، خاصة فى ظل الإقبال الواضح على دعم ريادة الأعمال من مختلف الأصعدة، سواء من خلال "صناديق الإستثمار على المخاطرة"، بتخصيص جزء من إستثماراتها فيما يطلق عليه "رأس المال المخاطر"، أو فى تحول الشباب فى تدشين شركات خاصة بهم، تقوم فيما بعد بتوفير فرص عمل لشباب آخرين من الخريجيين الجدد، أو أخيراً عن طريق الحكومة التى بدأت على إستحياء فى دعم تلك الفئة الجديدة من الشباب.

وعلى غرار كثير من النماذج العالمية والكيانات الضخمة، اتجه الشباب المصرى من الخريجيين وأصحاب الأفكار، إلى انشاء وحدات مصغرة للشركات الكبيرة التى يطمحون للعمل بها، لتحاكى الإحتياجات العالمية وتوظيف الأدوات التقنية بها، بهدف استيعاب العمالة الزائدة وتحقيق التنمية الاقتصادية، يأتى ذلك فى ظل تمسك الحكومة بالمدرسة الاقتصادية القديمة، التى تعتمد على جذب الاستثمارات للمشروعات الكبرى، وتمويل الكيانات العملاقة مثل البترول والحديد وغيرها، باعتبارها الشكل الأمثل للتنمية الاقتصادية.

وكشف المهندس محمد عبد الوهاب رئيس مجلس إدارة المنطقة التكنولوجية بالمعادى، أن التوجه الحكومى خلال المرحلة المقبلة ستعود بوصلته إلى تكنولوجيا المعلومات، خاصة مع التزام وزارة الإتصالات بوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الأفكار الناشئة أو ريادة الأعمال، موضحًا أن الاقتصاديات التى استطاعت تحقيق قفزات متتالية مثل كوريا الجنوبية وماليزيا واندونسيا، ركزت على خلق نظام متكامل لدعم ريادة الأعمال.

ونوه "عبد الوهاب"، بأن الوزارة تسعى لمحاكاة تلك النماذج فى السوق المحلية من خلال التعاون بين القطاع العام وصناديق الاستثمار والمستثمرين، لتأسيس "ايكو سيستم" لدعم ريادة الأعمال.

وشدد في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أنها ستعتمد على زرع الفكر الريادى داخل المنطقة التكنولوجية بالمعادى، من خلال تدشين مركزًا للإبداع وسط الشركات العالمية العاملة بالمنطقة، تقوم عليه الوزارة وعدد من صناديق الإستثمار ليقوم بدور الحضانة للأفكار الناشئة، معتمدًا على خبرات المستثمرين فى اختيار الأفكار الجادة لتبنيها فى المركز، بمساهمات 15% للحكومة و85% للقطاع الخاص.

وقالت الدكتورة دينا المفتى المدير التنفيذى لمؤسسة إنجاز، إن تحقيق ريادة الأعمال للتنمية الاقتصادية المنتظرة، يتوقف على طريقة التعامل مع رواد الأعمال وخلق بيئة متكاملة ونظام شامل يدعم الفكر الريادي، من تعريف ريادة الأعمال إلى القوانين الحاكمة لها.

وأشارت المفتي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إلى أن خلق بيئة عمل تدعم ريادة الأعمال هى الخطوة الطبيعية فى الأزمات الإقتصادية، لأن الاقتصاديات الكبرى تعتمد على عناصر صغيرة من الشركات الناشئة، لتساعدها على الإستمرارية والنمو، كما توفر الاقتصاديات العملاقة حماية خاصة لتلك الأفكار، بما يخلق نوع من التكافل بين المراحل المختلفة لريادة الاعمال.

وأضافت المفتي، أن الدراسات العالمية تشير إلى أنه على الرغم من تركيز الاقتصاديات العالمية على دعم الشركات المتوسطة والصغيرة، أظهرت الشركات الناشئة والمعتمدة على الفكر الريادى فى أعمالها، تحقيق نجاحات أكبر فى وقت أقل خلال سنوات عمل قليلة، بما دفع التوجه الاقتصادى العالمى إلى التركيز على ريادة الأعمال كأحد الموارد الأسياسية لتطوير الوضع الاقتصادي، وخلق فرص عمل لفئة الشباب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً