من دفاتر مصر.. قصة أول إضراب عمالي في التاريخ الإنساني

لابد وأن مصر دفاتر مصر تحمل بطياتها رائحة الأجداد، من فرحتهم لصراعهم لعنفهم لسلمهم لأكلهم وشربهم وسيرتهم التي يتحاكى بها العالم إلى الآن وإلى الأذل، وبما أن أغلب الاختراعات التي ينبهر العالم بها الآن هي في الأساس اختراع مصري، فإن أول إختراع إنساني لشئ يسمي (إضراب) كان هنا.. كان بمصر

وكانت أول سلسلة للإضرابات العمالية وقعت في السنة 29 من حكم رمسيس الثالث (حوالي 170 قبل الميلاد)

وتسجل احديى البرديات أحداث هذا الإضاراب :

" السنة 29 شهر امشير اليوم العاشر، في هذا اليوم امتنع العمال عن العمل، ومرت جموعهم من الجدران الخمسة الخاصة بمعبد الموتى صائحين: نحن جائعون، ثم جلسوا خلف معبد تحتمس الثالث الجنائزي وحضر كاتب القبر ورؤساء العمال والضباط ونادوهم قائلين : عودوا إلى العمل واقسموا ايمانًا مغلظة أن معهم أمرًا من فرعون بذلك .. وأمضى العمال النهار في نفس المكان أي أنهم رفضوا تنفيذ أمر الفرعون بالعودة إلى العمل..

وتمضى الأحداث.. السنة 29 شهر أمشير اليوم الثاني عشر.. أمضى العمال اليوم في سوء نظام، وصاحوا في وجه الكهنة أنه بسبب جوعنا وبسبب عطشنا حضرنا إلى هنا اكتبوا إلى الوزير لذي يتولى أمرنا حتى يعطينا ما نعيش به ويستمر الإضراب السنة 29 اليوم الثالث عشر من شهر بشنس.. اخترق فريق من العمال الأسوار صائحين "نحن جياع" وجلسوا خلف المعبد الجنائزي وانعوا عن العمل ونادوا عمدة المدينة عندما كان يمر فأرسل لهم رئيس الملاحظين "منافر" ليقول لهم أعطيكم هذه الخمسين كيسًا من الحبوب من تلك المخصصة كقرابين لمعبد رمسيس وهو الأمر الذي أغضب كبير كهنة آمون الذي وصف ذلك بأنه "جريمة كبرى"، ونجح العمال المضربون في نهاية الأمر بأخذ حصصًا صغيرة من قرابين الملك.

اقرأ أيضًا... بعثه فرنسية بريطانية تكشف لغز "المرمر المصري" في محجر حنتوب

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً