تلقت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابعة لدار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول "يحب أبي لحم الإبل كثيرا وبعد تناوله لها رفض أحد الجيران الصلاة خلفه زاعمًا أن وضوءه انتقض بأكله لها.. فما صحة قوله هذا؟".
ومن خلال الموقع الإلكتروني للجنة الفتوى على الإنترنت، قالت لجنة الفتوى بجمع البحوث الإسلامية، إن الفقهاء اختلفوا في نقض الوضوء بأكل لحم الإبل على قولين والراجح المفتى به عندنا أنه لا ينقض الوضوء بأكل لحمها، وهو مذهب الجمهور من الحنفية والمالكية بما روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الوضوء مما خرج لا مما دخل" أخرجه الدارقطنى ، ولما روى جابر قال : كان آخر الأمرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار, أخرجه ابن خزيمة فى صحيحه لأنه مأكول أشبه سائر المأكولات في عدم النقض ، والأمر بالوضوء فيه محمول على الاستحباب أو الوضوء اللغوي وهو غسل اليدين.
وأضافت لجنة الفتوى: إن كان الوالد متوضئا قبل أكله للحم الإبل ولم يحدث بسبب آخر فوضؤه صحيح وأما كلام الجار فهو موافق لقول الحنابلة ومن وافقهم وكان ينبغى أن لا ينكر عليه لوجود خلاف معتبر شرعًا فى المسألة والقاعدة أنه لا ينكر المختلف فيه وربما أدى مثل ذلك غلى منكر اشد من وقوع التباغض بين الناس وهو ما ننبه إلى اجتنابه لأن مقصود صلاة الجماعة هو وحدة كلمة المسلمين واجتماعهم لا فرقتهم, والله اعلم.