نجحت الحكومة المصرية في الحد من ظاهرة السحابة السوداء بشكل كبير ولأول مرة هذا العام، حيث اعتادت الظهور خلال السنوات السابقة في 6 محافظات "القليوبية، الغربية، الشرقية،
البحيرة، كفر الشيخ، الدقهلية"، وتعد مواجهة "السحابة السوداء" من أهم مواجهة نوبات التلوث الحادة في مصر، ولم تأتي جهود الحكومة من فراغ وإنما كانت بخطط مسبقة منها تقليص القمامة وقش الأرز في المحافظات الستة وعمل دورات تدريبية للمزارعين لمواجهة الظاهرة.
وظاهرة السحابة السوداء خيمت علي القاهرة الكبرى منذ 19 عام،وترجع إلي قيام المزارعون بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد،مما ينتج عنه زيادة نسبة التلوث أضعاف عن المعدل الطبيعي الناتج عن الملوثات المعتادة مثل عوادم السيارات وغيرها.
تضافر الجهود
أطلقت وزارة التنمية المحلية برئاسة اللواء محمود شعراوي، مؤتمر لمواجهة "السحابة السوداء"، لتوضيح جهود وزارة البيئة والتنمية المحلية.
وقامت وزارة البيئة برئاسة دكتورة ياسمين فؤاد،عن طريق أجهزة الوزارة المعنية جهاز شئون البيئة وتنظيم إدارة المخلفات،بالتصدي للظاهرة التي بدأت منذ عام 1999.
ويعد التقليل والحد من السحابة السوداء للقضاء علي المخلفات الزراعية وحرق قش الأرز ، بالإضافة إلي مخلفات المصانع وعوادم السيارات.
واشتركت وزارة البيئة مع وزارتي الزراعة والتنمية المحلية للحد من هذه الظاهرة،بالإشتراك مع رجال الحماية المدنية بوزارة الداخلية.
المتهم الأول بالتلوث
يعتبر"قش الأرز" هو السبب الرئيسي في التلوث الذي تتعرض له العاصمة، بالرغم من تعدد أسباب التلوث التي ينتج عنها المشكلة فهناك التلوث الناتج من عوادم السيارات والأنشطة الصناعية والحرق المكشوف للمخلفات الصلبة وغيرها من الملوثات.
وهناك عدة عوامل تساهم في زيادة السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز منها، سرعة الرياح والطبيعة الجغرافية لمحافظة القاهرة.
50 جنيه مكافأة
وقدمت وزارة البيئة لكل مزارع 50 جنيه لكل طن يتم تجميعه بدون معدات،مما ساهم في خفض الإنبعاثات والأدخنة.
ووفرت الوزارة معدات دائمة للحد من الحرق المكشوف والعمل على التحكم في الإشتعال الذاتي لتلك المقالب بالتنسيق مع الحماية المدنية، والتنسيق مع الشرطة داخل مواقع المقالب والمدافن الصحية.
واستخدمت الوزارة آليات تكنولوجية لمواجهة نوبات تلوث الهواء كالأقمار الصناعية وأنظمة الإنذار المبكر، والتى تقوم بتقديم تنبؤات عن الحالة المتوقعة لتلوث الهواء عن الثلاث أيام القادمة.
غرفة عمليات لمواجهة حرق قش الأرز
خصصت وزارة البيئة غرفة عمليات مركزية لتسهم في تحديد أماكن حرق قش الأرز،كما خصصت أرقام للمواطنين للإبلاغ عن أي حالة يتم رصدها في المحافظات الستة ومواقع تجميع قش الأرز.
وشملت خطة الوزارة نظام تتبع السيارات الذى يساهم فى تسهيل تحديد مواقعهاومتابعة سيرها، مما يساعد على إعادة توزيعها وسرعة توجيهها إلى أماكن الحرق من خلال غرفة العمليات المركزية.