صدر حديثاً عن سلسلة "كتاب اليوم" الثقافية رواية للأديب النوبى يحيى مختار، يحكي فيها جذور النوبة وأصولها وتاريخها العميق، حتى يدخلها فى نسيج المواطنة المصرية، ويحييها حتى تعيش فى ذاكرة من يتلقون أعماله، حسب قول الكاتب.
ويشير المؤلف إلى أن الشيخ سلامة بطل رواية "مرافئ الروح" شخصية عاشت معهم، وكانت من إحدى بقايا نظام العبودية عندما كان الإنجليز يجلبون العبيد من جنوب الوادى لمصر، وبقى هذا الشيخ الضرير فى النوبة، وأقام بها، وكان يتقن فن العزف على المزمار، وعشت معه طفولتى، ولكن ليس كعبد. لقد كنت أناديه بـ "عمى"، وكان يأتى لزيارتنا فى القاهرة إلى أن توفى قبل عملية التهجير. ورغم أنه كان شخصية ثانوية فى الرواية، إلا أنه خلق قصصا مليئة بالأحداث.
ويؤكد الكاتب الصحفى علاء عبد الهادى رئيس تحرير "كتاب اليوم" أن رواية "مرافئ الروح" للأديب المتجذر إبداعاً وموهبة يحيى مختار تعود للوراء عشرات السنين؛ لسبب جوهرى يتعلق بنشأة مختار النوبية وبالخط الذى خطه لنفسه فى إبداعه بأن جند قلمه لإماطة اللثام عن عالم ساحر، وهو العالم النوبى، ومثل بقية النوبيين تلح على المؤلف دائماً فى أعماله مشكلة التهجير إلى الحد الذى قد يرى البعض أنه يكرر نفسه على عكس الحقيقة.
ويهتم يحيى مختار فى مشروعة السردى بالبساطة والشغف فى عوالمه التى غالباً ما تنتمى إلى النوبة، ويقرب هذا العالم فى حالة تدفق سردى إلى القارئ فيجعله متعايشاً معه.
وأخيراً يبدو الحس الصوفى حاضراً وبقوة فى الرواية، بما يعنى وعى الكاتب بجانب مهم من تراث المكان الذى يكتب عنه فى روايته.