التوأم المخترع حسام سيد مصطفى وشقيقه محمد، من مركز بني مزار شمال محافظة المنيا، وهما من متحدي الإعاقة، نجحا في صناعة كرسي متحرك متطور بشكل مذهل، وقالا "هدفنا الدمج في المجتمع"، وعن أمنيتهما التي يتمنيان تحقيقها قالا "نتمنى أن تتبنى القوات المسلحة فكرة الكرسي المتحرك التي عانينا كثيرا لتنفيذها".
حصل التوأم على ليسانس الآداب من جامعة المنيا، وظل حلم الكرسي المتحرك يراودهما منذ أن كانا بالمرحلة الإعدادية؛ ليتمكنا من ممارسة حياتهما بشكل طبيعي، ويعتمدا على أنفسهما في التحرك وصعود الدرج دون الاحتياج إلى أحد يساعدهم. ولم يكتفيا بمجرد الحلم، بل سعيا لتحقيقه، وواجهتهما صعاب كادت تقضي على حلمهما، ولكنهما تمكنا في النهاية من اختراع وتصنيع كرسي يتحرك بشكل أكثر سهولة ويسرا، حتى إنه يعطيهما حرية حركة كالمعافى تماما، وأطلقا مبادرة "نحن نستطيع" التي تهدف إلى الدمج في المجتمع.
"أهل مصر" التقت بالتوأم المخترع؛ ليوضحا كيف استطاعا تحقيق ذلك الحلم رغم الصعاب..
- متي بدأت فكرة الكرسي المتحرك تتولد لديكما؟
فكرة اختراع الكرسي راودتنا منذ كنا طالبين في المرحلة الإعدادية، ولاحظنا أننا لا بد أن نتوصل إلى اختراع يمكننا من الاعتماد على أنفسنا دون اللجوء إلى أحد، وظللنا ندرس فكرة الاختراع لمدة عامين، حتى استطعنا أن نضع تصميما له، استغرق كثيرا من الوقت، حتى نهاية مرحلة التعليم الثانوي، ومضينا في طريقنا إلى أن استطعنا تجسيد حلمنا بصناعة الكرسي.
- هل هناك مميزات يمنحها الكرسي المتحرك عن غيره؟
الكرسي يستطيع الشخص أن يستخدمه لصعود السلم أو النزول، وينتقل من مقعد إلى آخر وفي كافة الاتجاهات، دون معوقات أو مساعدة أشخاص آخرين، كما أنه مصمم من مواد تمنع التقرح الجلدي في حال جلوس الشخص عليه لساعات طويلة.
- وهل واجهتكما معوقات أثناء رحلة اختراع الكرسي؟
أحد المهندسين داخل مؤسسة ما كان يعطي لنا معلومات خاطئة طوال الوقت؛ بقصد التضليل وألا نكمل الاختراع، ولكننا استطعنا أن نكتشف ذلك الأمر خلال رحلة البحث عن المعلومات، ولجأنا إلى أحد المهندسين الذي قدم لنا الدعم والمساندة، واسمه أمجد، وهناك أشخاص آخرون لهم الفضل في دعمنا، هم والدانا.
- وهل حصلتما على جوائز تقديرا لاختراعكما؟
نعم، حصلنا على العديد من الجوائز، منها المركز الأول من مركز العلوم الاستكشافي لعام 2012و2013، وتأهلنا إلى مسابقة معرض العلوم والهندسة، وحصلنا على المركز الرابع على مستوى الجمهورية في مسابقة المخترعين. كما حصلنا على شهادة من جامعة "يل" المصنفة الثالثة عالميا، والتي تخرجت فيها هنري كلينتون، وتم تكريمنا.
وفي عام 2015 تم تصنيفنا كأفضل شخصيات للعام، وحصلنا أيضا على ميدالية ميكروسكوب وميدالية من معرض العلوم والهندسة، وهو معرض عالمي، وتم تكريمنا من محافظ الشرقية الدكتور رضا عبد السلام، وتكريمنا كأفضل مخترع عربي من جانب المجموعة العربية للفنون، وحصلنا على تصويت للمشاركة في الاحتفال الذي كان سيقام بلندن، بجانب تكريمنا من وزارة الاتصالات المصرية، واجتيازنا مسابقة تمكين متحدي الإعاقة في مؤتمر دولي، وتم تخصيص ميزانية من وزير الاتصالات المصرية لدعم تصنيع الكرسي.
- من أين أتتكما فكرة مبادرة "نحن نستطيع"؟
فكرة مبادرة "نحن نستطيع" مأخوذة من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت الذي حكم أمريكا في عام 1920 أكبر فترات متتالية، قضى منها ما يقرب من 8 سنوات حكمه وهو قعيد؛ بسبب إصابته بشلل الأطفال، وساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد الأمريكي، وتم تخليده بعمل تمثال له.
وبعده بسنوات جاء فريق إسباني كان يخصص يوما للاحتفال بمتحدي الإعاقة كيوم ترفيهي لهم، وكانوا يجلسون معهم على كراسي متحركة؛ لتوصيل رسالة مضمونها أن الأشخاص الطبيعيين يساندونهم، وبالفعل تم إقامة هذا الاحتفال مرة واحدة بمحافظة الإسكندرية.
- وما أهداف المبادرة التي دعوتما لإطلاقها؟
الهدف من إطلاق مبادرة "نحن نستطيع" هو دمج متحدي الإعاقة في المجتمع، دون تمييز عن الأشخاص العاديين؛ لرفع الروح المعنوية لهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، فالإعاقة الحقيقية ليست إعاقة الجسد. وسنختتم هذا العام، وهو عام متحدي الإعاقة بإقامة فعاليات يوم ترفيهي لمتحدي الإعاقة، أو مبادرة "نحن نستطيع"، وستقام بمركز بني مزار بحضور شخصيات عامة، للمشي في شوارع مركز بني مزار في حدود 5000 متر بالكراسي المتحركة.
- وما هي رغبتكما كمتحدي إعاقة ومخترعين التي تتمنيان تنفيذها؟
نرغب أن تتبني القوات المسلحة مشروعنا، ويتم تصميمه كأول كرسي يمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من الاعتماد على أنفسهم؛ ليتمكنوا من ممارسة حياتهم دون معوقات.