اعلان

إيران تترنح وروسيا تعرض المساعدة وتركيا تشجب .. كيف تواجه طهران حزمة العقوبات التي فرضتها عليها أمريكا؟

صورة ارشيفية
كتب : سارة صقر

جاءت حزمة العقوبات الأميركية الجديدة على إيران التي دخلت حيز التنفيذ، لتكون الأكثر شراسة في محاربة إيران، حيث أن النفط يشكل أبرز عائدات إيران، إلا أنه سيكون وسيلة ضغط تستخدمها الولايات المتحدة على إيران، لأن إيران ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وخلفت الدفعة الأولى من العقوبات تداعيات اقتصادية على الإيرانيين مع تراجع العملة الوطنية وخسارة أكثر من ثلثي قيمتها منذ مايو.

كما ترتكز الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية، على الجانبين النفطي والاقتصادي أيضا وتطال 700 من الشخصيات والكيانات، وفرض قيود على التعاملات المالية، وتهدف لوقف تمويل إيران للإرهاب، وهو الأمر الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تعهد بأن تكون العقوبات على إيران الأشد على الإطلاق.

ويقضي القرار الأمريكي، بمنع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأمريكية في حال قررت المضي قدما في شراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية، حيث تأتى هذه العقوبات نتيجة انسحاب دونالد ترامب فى مايو، من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى.

كما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تستهدف للوصول بصادرات النفط الإيراني إلى المستوى صفر، وخير الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، إيران بين "التخلي عن نهجها العدائي" و"مواجهة كارثة اقتصادية".

فيما جاء رد الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن إيران ستبيع النفط وستخرق العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها عليها.

صحوة الموت الأخيرة

وقال روحاني​، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي لإيران ، إنه يسعى للحد من تأثير ​العقوبات الأمريكية​ على القطاع الاستثماري الذي يؤدي دورا مهما في الوقت الحالي"، مشددا على أن أمريكا لن تنجح في تحقيق أهدافها بإضعاف إيران وإحباط الشعب الإيراني".

ولفت الرئيس الإيراني، خلال اجتماعه مع مسؤولي وزارة المالية الإيرانية، إلى أنه لا بد من التوحد من أجل إلحاق الهزيمة بأمريكا عمليا، مؤكدا أن إيران ستتجاوز الأزمة بوحدتها وستجعل ​الولايات المتحدة​ تندم على فعلتها.

وربما تأتي تصريحات روحاني نتيجة لبعض الإعفاءات المؤقتة التي منحتها الولايات المتحدة لثماني دول من بينها تركيا ويحتمل للصين والهند، لمواصلة استيراد النفط الإيراني، إلا أنه من المحتمل أن يؤثر ذلك على أسواق النفط العالمية، حيث تترقب أسواق النفط تداعيات هذا القرار، وكل الأنظار تتجه إلى الصادرات الإيرانية، وما إذا سيكون هناك أي التفاف على العقوبات الأمريكية ومدى السرعة التي سيتراجع فيها الإنتاج.

الحليف يعترض

ومن جانبها لم تقف روسيا الحليف الأقوى لإيران مكتوفة الأيدي، ولكنها سرعان ما عبرت عن استنكارها لحزمة العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران، معتبرةً أنها هجوم قوى آخر للولايات المتحدة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، متعهدةً ببذل كل الجهود لتنمية التعاون التجارى والاقتصادى مع إيران رغم العقوبات.

ووعدت روسيا بمساعدة إيران في مقاومة الجهود الأمريكية لتحجيم مبيعات نفطها، عند تفعيل العقوبات الأمريكية عليها يوم الاثنين.

وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، لصحيفة الفايننشال تايمز إن موسكو تتطلع لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيراني، الذي تبيعه إلى بلدان أخرى وفق اتفاق النفط مقابل البضائع مع إيران.

وقالت وزارة الطاقة الروسية إنها "تؤكد قطعا" بأن هذه التجارة ستستمر الأسبوع المقبل.

وكان مسؤولون أمريكيون حذروا روسيا الأسبوع الماضي من مغبة محاولة مساعدة إيران في بيع نفطها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن جولة جديدة من العقوبات ضد إيران من قبل واشنطن تهدف إلى تقويض الجهود المتسقة من قبل الأطراف المشاركة فى اتفاق إيران النووى للحفاظ على الاتفاقية.

وأضافت الوزارة أن سياسة واشنطن التى تهدف إلى إلغاء الأدوات الشرعية الدولية لمواجهة الأسلحة النووية تثير استياءً عميقًا وقلقًا متناميًا، الولايات المتحدة توجه ضربة قوية أخرى لمعاهدة الحد من الأسلحة النووية وتتحجج بأن تلك العقوبات أساسية لتعزيز المعاهدة، لكن فى الحقيقة إنها تؤهلها للانهيار.

وشددت الوزارة على أن روسيا ترفض أية عقوبات أحادية الجانب عابرة للحدود تتجاوز قرارات مجلس الأمن الدولى وتؤثر على مصالح دول أخرى، كما كان الأمر فيما يخص الإجراءات التقييدية ضد إيران.

وأشارت الوزارة إلى أن روسيا تستنكر بشدة الإجراءات الأمريكية المدمرة الجديدة، مؤكدةً أنها ستفعل كل ما بوسعها للحفاظ على وتعزيز التجارة الدولية والتعاون الاقتصادى والمالى مع إيران رغم العقوبات الأمريكية.

_ تركيا تتوارى

أما موقف تركيا جاء غير واضح وربما يميل لرفض حزمة العقوبات التي فرضتها أمريكا على إيران، ولكن على استحياء، ظهر ذلك خلال تصريحات فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال إن توقع التزام جميع الدول بقرار عقوبات وضعتها دولة ما وفقا لمقتضيات مصالحها، هو أمر لا معنى له وغير عادل.

وأضاف أوقطاي في تصريح لوكالة "الأناضول": "العيش في هذه المنطقة له ثمن، ودفع هذا الثمن يتطلب أن نكون أقوياء، فنحن نعيش في عصر يستخدم فيه الدولار وأسعار صرف العملات والسياسات الداخلية كسلاح اقتصادي".

وتابع نائب أردوغان: "أوضحنا موقفنا من العقوبات الأمريكية ضد إيران، واليوم سيتضح كل شيء.. ولا نسعى للعناد".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً